اللوحات الترحيبية بالمسؤولين قد تحمل إساءة بالغة لهم وللمواطنين ولكل الأسوياء الذين يعيشون في عصر لا علاقة له أبداً ب «بوس الأقدام» أو التقرب إلى أهلها زلفى؛ الأمر الصادم أن تحمل لوحة ترحيبية كل هذا الانحدار وأن تتكرر في كل مناسبة دون أن يلتفت إليها أحد.. فهل أصبحنا لا نقرأ إلى هذه الدرجة؟!! اللغة العربية حافلة بالمعاني الرائعة والرفيعة في الترحيب بالضيف وإكرامه والحفاوة به؛ دون أن يسيء المضيف إلى نفسه ويصورها بهذا الانهيار والإلغاء للكرامة، ولا أظن أن أحداً يرضى أن يبوس قدم أحد المسؤولين؛ فكيف يضع ذلك في لوحة ترحيبية؟ ما هو رد فعل صغار السن حينما يرون مثل هذه اللوحات في شوارع بعض المحافظات؟!! عادة يأتي الضيف ويذهب، وتبقى اللوحة بعده لأشهر شاهداً على الإساءة له وللناس، ولم يفكر من كتبها أو وضعها في إزالتها فضلاً عن الاعتذار عما ورد بها من إساءة؛ فهل تعيش معنا الجهات التي تضع مثل هذه اللوحات؟ أم إنها تعمل بمعزل عن الناس وتظن أنهم لا يقرأون أو بعضهم على الأقل تفاصيل التفاصيل؟!! أنا متأكد أن الضيوف أنفسهم لا يرضون بمثل هذه اللغة الاستفزازية في الترحيب بهم؛ لكننا بلينا بمسؤولين لا يبالون وربما لا يفقهون شيئاً في الحياة سوى حشو الشوارع بما لذ وطاب من العبارات المزعجة والمنقرضة، التي لم يعد أحد يستخدمها في هذا الزمان.. تخيل أن تذهب إلى محافظة مجاورة ثم تجد لوحة مكتوب عليها «لو علمت الدار بمن زارها فرحت… واستبشرت ثم باست موضع القدم» كيف سيكون شعورك؟ وما هي الفكرة التي ستخرج بها عن المكان وأهله؟ أيها السادة هذا كلام سخيف حينما يستخدم في غير موضعه؛ أي في الترحيب بإنسان مثلي ومثلك.. أرجوكم عيشوا العصر، وراعوا آداب الذوق العام غفر الله لنا ولكم.