عزلت الاضطرابات الجوية التي تعيشها الجزائر هذه الأيام العديد من الولايات عن بعضها البعض بعد عواصف ثلجية اجتاحت أكثر من 24 محافظة، وسط استياءٍ بين المواطنين من طريقة تعامل الجهات الحكومية مع الأزمة الجوية التى تحولت لمادة انتخابية. وشلّت حركة المرور في ثلاثين ولاية، وتجاوز سُمك الثلوج في بعض الولايات مستوى المتر الواحد، وبسبب العزلة التي تعيشها بعض المحافظات تدخلت قوات الجيش لإجلاء العائلات وفك العزلة عنها خاصة في المناطق الداخلية والبعيدة. وأفادت مصالح الأرصاد الجوية أمس باستمرار هذا الاضطراب الجوي حتى يوم الجمعة المقبل، في انتظار اضطراب آخر مطلع الأسبوع المقبل بتهاطل الثلوج والأمطار، وعرفت بعض المدن الداخلية درجات حرارة غير مسبوقة كما هو الشأن في ولايات الشرق الجزائري والهضاب العليا المرتفعة عن مستوى البحر، وتم تسجيل سقوط ضحايا بسبب حوادث السير جراء هذه الاضطرابات الجوية. وأعلنت قيادة الدرك الوطني غلق بعض الطرق في ولايات الشرق الجزائري حيث عقّد تساقط الثلوج عملية الإنقاذ وتدخّل فرق الدفاع المدني في العديد من الولايات الداخلية وخاصة المناطق البعيدة عن مركز الولاية، ومع ذلك تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ بعض العائلات من موت محقق في ولايات الشرق الجزائري. وأدت هذه التغيرات المناخية لإلغاء العديد من الرحلات الدولية من مطار هواري بومدين بالعاصمة، يومي السبت والأحد، كما اضطرت إدارة السكك الحديدية تعليق رحلاتها الداخلية بسبب الثلوج التي غمرت السكك في وسط وشرق البلاد وحتى غربها. فيما عادت الحياة تدريجياً أمس لمطار الجزائر الدولي باستئناف الرحلات الدولية، كما عاد سائقو الحافلات إلى عملهم بعدما تعذر على الكثير من العمال الالتحاق بعملهم الأحد الماضي، فيما شهدت بعض المحافظات أزمة وقود وانقطاع في التيار الكهربائي وحتى الغاز نظرا لانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. في السياق نفسه أصبحت الاضطرابات الجوية مادة انتخابية لبعض الأحزاب السياسية التي لم تفوت الفرصة بتسجيل هدف في مرمى الحكومة التي يقودها الوزير الأول وزعيم التجمع الوطني الديمقراطي المنافس القوي في الاستحقاقات المقبلة أحمد أويحيى، حيث طالبت حركة النهضة على لسان أمينها العام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمحاسبة الحكومة عن فشلها في مواجهة تبعات التغيرات الجوية. وقالت الحركة في بيان تحصلت الشرق على نسخة منه «هاهي الحكومة تثبت عجزها وفشلها مرة أخرى في امتحان صنعته الأحوال الجوية هذه الأيام»، واتهمت الحركة الحكومة بالتقصير في اتخاذ الإجراءات الضرورية بالرغم من علمها بحدوث هذا الاضطراب الجوي، كما انتقدت «النهضة» عجز السلطات عن اتخاذ أدنى الإجراءات لضمان الحد الأدنى من الخدمات ورفع المعاناة عن المواطن وتمكينه من حقه في التمتع باسطوانة غاز للتدفئة. ومقابل ذلك عبر العديد من المواطنين عن احتجاجهم على طريقة تعامل المجالس البلدية التي تديرها الأحزاب والسلطات العمومية مع الأزمة، وهددوا بمعاقبة هذه الأحزاب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة شهر مايو المقبل. وفي تعميم لوزارة الداخلية الجزائرية ألزمت السلطات الإدارية المحلية بتفادي استعمال القوة خلال الاحتجاجات والركون إلى الحوار مع المحتجين والتنقل إلى مواقع المظاهرات لتهدئة الأوضاع، وحظرت استخدام القوة إلا في حالات فض الاحتجاجات لحماية الممتلكات العمومية والخاصة. رجال أمن الجزائر يتخذون ساتراً أثناء اشتباكات مع النتظاهرين بإحدى مناطق العاصمة