هاجم مسلحون مجهولون يُعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، ومبنى الأمن القومي، والبنك المركزي والمجمع الحكومي والمطار في مدينة سيئون، محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن، في محاولة لإسقاط المدينة في يد التنظيم. ونقل موقع «براقش نت» اليمني عن مصدر أمني قوله إن الهجوم وقع بعد انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي في المدينة، مشيراً إلى أن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور. وقالت مصادر محلية إن تنظيم القاعدة تمكن من أسر أربعة جنود في هجوم على مقر المنطقة العسكرية الأولى. وبدأ الهجوم باستهداف النقطة العسكرية التابعة للأمن العام من قوة النجدة مدخل سيئون الغربي. وقالت مصادر محلية إن اشتباكات قوية اندلعت في أكثر من موقع استُخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة. كما قامت القاعدة بمهاجمة النقاط العسكرية في مداخل المدينة الغربية والشرقية، وتزامن ذلك مع استهداف المعسكرات من الداخل بأربعة انفجارات يبدو أنها ناجمة عن إطلاق قذائف آر بي جي على المعسكرات، لحقه رد قوي من قِبل الجيش والأمن. وقال مسؤول محلي ومقيمون أمس إن ثلاثين شخصاً على الأقل قُتلوا في الغارة التي شنها مسلحون أثناء الليل على مدينة سيئون. ودخل المهاجمون الذين كانوا يحملون قذائف صاروخية وقذائف مورتر ومتفجرات مدينة سيئون من الصحراء المحيطة بها وهم يستقلون 15 شاحنة، بعد أن فجروا سيارة ملغومة على مدخل المدينة في محافظة حضرموت. ويشن تنظيم القاعدة عديداً من هجمات الكر والفر منذ أن طرده الجيش اليمني الشهر الماضي من معاقله في محافظتي أبين وشبوة في الجنوب. ويخشى الغرب من أن التنظيم قد يستغل اليمن كقاعدة لشن هجمات دولية. ووصف قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن محمد الصوملي، الهجوم ب»العمل الإرهابي الغادر»، وأعلن أن الجيش استعاد السيطرة على المدينة. وأضاف الصوملي في بيان نشره موقع صحيفة 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع اليمنية، أن قتلى وجرحى سقطوا في الهجوم على قاعدته ومواقع أخرى. وقال «العناصر الإجرامية الإرهابية التي أقدمت على الاعتداء والدخول إلى مدينة سيئون البطلة لاقوا مصيراً مناسباً لفعلتهم العدوانية». وتابع أن الجيش طرد المهاجمين من المدينة مستخدماً الطائرات الحربية. وقال مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه إن عشرين مهاجماً وعشرة من أفراد قوات الأمن قُتلوا في الهجوم. وأضاف «أرادوا السيطرة على المدينة». وذكر سكان أن إمدادات المدينة من الكهرباء انقطعت خلال الهجوم، وأنهم سمعوا دوي انفجارات وأصوات أعيرة نارية خلال الليل. واستولى المسلحون لفترة وجيزة على بعض المباني قبل الانسحاب صباح أمس. وقال مسؤولون محليون إنهم يشتبهون في أن يكون الهجوم بقيادة جلال بلعيدي، وهو أحد أبرز أعضاء تنظيم القاعدة في المنطقة. وتمتد محافظة حضرموت من ميناء المكلا في الجنوب وحتى الحدود السعودية عبر وديان شاسعة وصحراء قاحلة. وتستغل القاعدة هذه التضاريس الوعرة لمصلحتها. وذكر موقع المكلا على الإنترنت أن المهاجمين كانوا يرتدون زي الجيش اليمني. وأضاف أن عشرات الجرحى نُقلوا إلى مستشفيات محلية. وإلى جانب المعركة ضد تنظيم القاعدة، تواجه الحكومة انفصاليين يسعون للاستقلال في الجنوب، ومعارك مع الحوثيين الذين يحاولون بسط سيطرتهم على شمال البلاد.