أبدت منسوبات من الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم بمناطق ومحافظات المملكة استياءهن من دمج الإعلام التربوي في العلاقات العامة وهيكلة إدارة العلاقات العامة والإعلام التربوي في المناطق والمحافظات، واعتبر عدد منهن أن الهيكلة الجديدة تهميش للعنصر النسائي، في الوقت الذي كن يأملن فيه أن تتيح لهن الإدارة العامة للعلاقات والإعلام مساحة أكبر من حرية العمل بعد أن عانت كثيرات منهن من بيروقراطية مديري الإعلام الذين سحبوا أغلب الصلاحيات من المساعدات في قطاع البنات. وأطلقت وزارة التربية والتعليم منظومتها الإعلامية الجديدة لوحدات الإعلام التربوي والعلاقات العامة، حرصت فيها الوزارة على الوصول برسالتها إلى شرائح المجتمع كافة عبر كل الوسائل الإعلامية، مستعينة على ذلك باستحداث أقسام ووحدات لم تكن موجودة، معززة بذلك دورها في دعم المسؤولية التربوية والاجتماعية. وأظهرت الهيكلة الجديدة للوزارة تقسيمها للإعلام إلى تقليدي وإعلام جديد، وتخصيص وحدات خاصة بالمؤتمرات واللقاءات التربوية، إلى جانب علاقات الجماهير، حيث دمجت إدارتي الإعلام والعلاقات في إطار واحد يتفرع منه عدد من المسؤوليات والمهام، منها: وحدة الإعلام التقليدي ووحدة الإعلام الجديد، ووحدة المسؤولية الاجتماعية، ووحدة علاقة الجماهير، ووحدة المعارض والمؤتمرات، ووحدة الرصد والتوثيق. وكان المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في وزارة التربية والتعليم الدكتور عبداللطيف العوفي، كشف في ملتقى الإعلام الثالث الذي عُقد نهاية الأسبوع قبل الماضي بجدة عن الهيكلة خلال عرض الخطة الاستراتيجية للعلاقات العامة والإعلام، وقال خلال التقائه بمنسوبي ومنسوبات العلاقات العامة والإعلام إن هناك استراتيجية جديدة للعلاقات العامة والإعلام تحمل معها تغييراً جذرياً حول مسميات الأقسام التي تندرج تحتها وطبيعة عملها، ما أثار تساؤلات حول مدى أهمية الإعلام التربوي للوزارة. واعتبرت بعضهن حديث العوفي ضربة موجعة ليس فقط بالنسبة لمنسوبات الإعلام ولكن لمديري الإعلام أيضاً، فالمصير مازال مجهولاً. وطالبت منسوبات الإعلام التربوي بتحكيم الخبرة في اختيار المدير ورئاسة الأقسام، وتأهيل مختصين ومختصات لتتحقق الأهداف التي رسمتها الوزارة. ووجَّهت منسوبات الإعلام التربوي انتقادات حادة للملتقى، واعتبرت إحدى المنسوبات أن الملتقى يحمل نوعاً من التناقض، إذ إنه عُقد بعنوان «ملتقى الإعلام الثالث»، وفيه تم الإعلان عن وأد إدارة الإعلام التربوي وضياع هويته وإذابته في العلاقات العامة. وقالت أخرى إن مفاجأة الملتقى الثالث للإعلام تمحورت في جعل العلاقات هي الأساس وليس الإعلام التربوي، وكذلك فإن التغيير والتحديث يبحثان عن التنفيذ وبلا حوافز. وأبدت أخريات امتعاضهن من البرنامج التدريبي الذي نُفذ خلال الملتقى، حيث لم يرقَ لمستوى طموحاتهن، لأن ما سميت بورش ليست ورشاً، وإنما محاضرات لم تفِ بالاحتياج التدريبي لمنسوبي ومنسوبات الإدارة لمواجهة متطلبات العمل بالاستراتيجية الجديدة وأعبائها.