لم يكن الشاب محمد محسن يتخيل أن تكون ولادته الفنية في قلب ميدان التحرير، ولكن ما خبأه له القدر أن تحمل شهادة ميلاده اسم «عندليب التحرير» حينما تغنى بأغنيات الثورة في قلب الميدان ووسط الثوار من جيله والأجيال المختلفة، خاصة أنه تغنى بأغنيات أكبر المطربين وأشهرهم، سيد درويش، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وعلى الرغم من أن أغنياته سبقنا لسماعها طلاب الجامعات، إلا أن غناءه على شاشات الفضائيات دفع المطربة الكبيرة نجاح سلام إلى أن تقول عنه «هذا الصوت خليق بأن يكون صوت مصر الغنائي، وموهبته وإحساسه وإمكاناته تؤهله لذلك، إنه يغني أفضل من عبدالحليم حافظ، ولو كان موجوداً في زمن ناصر، لصار صوت الثورة». أما محمد محسن فعلق على تلك الكلمات، بقوله:»هذه شهادة أعتز بها كثيراً، وهي مسؤولية أتمنى أن أكون أهلاً لها، أما مسألة صوت الثورة فهو شرف لي ولأي شاب مصري أن يطلق عليه هذا اللقب، لهذا فكرت في أن أهدي ثورتنا ألبوم «اللف في شوارعك» وهو أول «ميني ألبوم» أطرحه مستوحى من يوميات ثورة يناير، ويتضمن ست أغانٍ، منها «أغاني تملأ الحي» كلمات مايكل عادل، وألحان رامي يعسوب، و»يا شعب» كلمات مصطفي إبراهيم، وألحان محمد محسن، و»بلدك بعيدة» كلمات مايكل عادل، وألحان رامي يعسوب، و»البحر بيضحك ليه» كلمات نجيب سرور، وألحان محمد محسن، و»اللف في شوارعك» كلمات مصطفى إبراهيم، وألحان محمد محسن، والألبوم كله توزيع رفيق عدلي». وأضاف محسن:»بدأت رحلتي مع الغناء وعمري 18 عاماً، ومثلت كلية الهندسية في مسابقة الغناء على مستوى جامعة القاهرة، وفزت فيها بالمركز الأول على مستوى الجامعات المصرية بعد شهر واحد فقط، ثم انضممت إلى فرقة الغناء في الجامعة، ثم فرقة القاهرة للتراث في دار الأوبرا المصرية، وفزت وقتها بجوائز في مسابقات غناء عديدة، وأخيراً قررت الغناء بشكل مستقل، والحمد لله أن أغنياتي أذيعت بالكامل خلال أيام الثورة على قناة التحرير». ولأنه ليس مجرد مطرب هاوٍ، فقد قال محسن:»أعترف بأنني مغرم بسيد درويش، وكانت أسعد أيامي حينما شاركت في مسرحية تحت عنوان «حكايات ثورة 19» التي غنيت فيها أغاني الشيخ سيد مشتبكاً مع الأحداث التاريخية، حتى أنني كنت أشعر بأن الشيخ سيد درويش لحن هذه الكلمات خصيصاً لي، لأنني أشعر بكل كلمة من كلمات أغانيه، وكأنها تعبر عني.