طالب مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج بإعطاء ضباط الصف والأفراد الدورات نفسها المتاحة للضباط. ولدى حضوره، أمس، حفل تخريج 705 متدربين في مدينة تدريب الأمن العام بالرياض، وجّه اللواء المحرج حديثه لمدير المدينة اللواء علي الغامدي قائلاً «أرجو أن يكون هناك فرصة لأبنائنا وزملائنا ضباط الصف والأفراد لتلقي نفس الدورات المخصصة للضباط». وقال مدير الأمن العام في الكلمة التي ألقاها، إنه حصل على بيان يكشف عن قصور في الدورات الأمنية، مشيراً إلى أن إدارة المرور تستحوذ على نصيب الأسد من هذه الدورات، وقال إن «هذا شيء جيد ولكن لم يركز المرور على تدريب ضباط الصف والجنود، فمثلاً إحدى الدورات هي «تحديد نسبة الخطر» للضباط و«المبادئ القانونية لأعمال المرور» للضباط.. وتساءل «لماذا ليس هناك دورات مماثلة لضباط الصف والجنود؟». وأضاف المحرج قائلاً: «إنه في أغلب إدارات المرور يتعامل ضباط الصف مع الحوادث المرورية، لذلك يجب أن يحصلوا على دورات تخصصية وبالنسب التي يحددونها». واستدرك اللواء المحرج «أتمنى ألا يُفهم أنني أوجه نقداً في هذه الحالة، بل أردت أن نتحدث فيما بيننا بشفافية حتي يستفيد الجميع من فرص الدورات سواء كانوا ضباطاً أم صف ضباط أو أفراداً». وقال «نحن نبحث عما يحقق الفائدة ويرتقي بمهارات وفكر رجل الأمن السعودي بشكل عام». وشدّد المحرج على ما يمثله التدريب من أهمية في «رفع مستوى الأداء، ومن أسس تطوير المهنية ومن أدوات القضاء على سلبيات العمل». وأضاف «وصلت إلى قناعة أن التعاميم المنفردة والعقوبات الإدارية وحدها لا تقضي على سلبيات العمل.. التدريب هو الذي يقضي على سلبيات العمل.. ولكي يكون التدريب مفيداً يجب أن يكون مدروساً ومبنياً على أسس تلامس احتياجات العمل وتعالج سلبياته». وأشار المحرج إلى «دورات إدارات الشُرط»، وقال «لا توجد دورات تخصصية، فجميع الدورات الموضحة في البيان هي عامة، وهذه نقطة مهمة لإيجاد دورات تعطي كفاءة عالية للشرطة». وطالب المحرج بإيجاد «دورات تخصصية لكل من أمن الطرق والدوريات الأمنية والبحث الجنائي، يقدمها خبراء ومختصون على رأس العمل أو ممن يستعان بهم». وقال «لدينا مراكز تدريب منتشرة في معظم مدن المملكة، والغالب أن الدورات الحتمية حصرت على مدن التدريب.. من هنا يجب أن يرتب لها؛ لكي تشمل أيضاً مراكز التدريب للتسهيل على زملائنا ضباط الصف والجنود من عناء السفر إلى المدن لحضور =دورات التدريب». وأضاف «صدر أمر أن تكون اختبارات الترقيات على مدار العام، وحتى يتحقق هذا الأمر لابد أن نسهل موضوع الدورات الحتمية لتعقد في جميع مراكز التدريب، وهذا حق أبنائنا ضباط الصف والجنود». وأضاف «كل عمل له سلبياته وإيجابياته، وإذا شاهدنا سلبية من زميل أو ملاحظة؛ فمن الواجب الديني وواجب الأمانة أن نحاول معالجة هذه السلبية مهما كانت سواء في سلوكيات الزميل أو في عمله وأدائه». ووجه اللواء المحرج خطابه إلى الحضور قائلاً «حاولوا زملائي وإخواني أن تنصحوا الذين لديهم ملاحظات لتوجهوهم.. نصحكم يؤثر فيهم. وقد تكونون عامل خير للقضاء على بعض السلبيات التي تشاهدونها.. لا تتركوا ملاحظة تتفاقم أو تتطور وأخلصوا النية يسدد الله مساعيكم دائماً». وفي تعقيبه على ملاحظات مدير الأمن العام قال مساعده لشؤون التدريب اللواء علي بن سعيد الغامدي في تصريحات أدلى بها للصحفيين بعد الحفل إن «التدريب قصة لا تنتهي، وله ركائز، ومن هذا المنطلق بدأ مدير الأمن العام الحديث في توجيهات خطية، وكان هناك نقاش بيننا حول تيسير أمور الأفراد من حيث الاستعداد للدورات التخصصية، والدورات التي تخص الترقيات بالذات». وأضاف «أصدر اللواء المحرج توجيهه لإدارات الأمن العام كافة؛ لكي لا يتم حصر الاستحقاق بالنسبة للترقية بأوقات معينة، وإنما يكون طوال العام وبشكل مستمر، عكس ما مضى». وفي رده على سؤال حول ما تم تداوله من مقاطع مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي لتصرفات غير لائقة من طلاب مناطق التدريب؛ قال الغامدي «أولاً هذا تصرف فردي.. نحن لا نبرر.. ولكن يبقى كل يعبر عن فرحته بطريقة مختلفة، وهناك من يخطئ أو يتجاوز. فنحن لا نقسو عليهم؛ لأن هؤلاء شباب.. ولكن لا يعني أن ما قاموا به ليس خطأ.. وبالتأكيد نحن لا نقبله حتى لو حُدِّد مَن المتسبب.. والعلاج بالنسبة لنا أهم من الحساب.. يجب أن نبدأ بالعلاج التوجيهي والإرشادي.. ولكن الحساب سيكون لهم بالشيء الذي ليس فيه قسوة». وأضاف «نعم هم أخطأوا ولكن يبقى عامل السن.. ندرس كل ذلك من جميع الجوانب.. وهناك لجنة مختصة تعالج هذا الأمر». وفي رده على سؤال «الشرق» حول سمنة وبدانة بعض منسوبي الأمن العام؛ قال الغامدي «نحن نحرص على التأهيل اللياقي والبدني للعسكري السعودي.. اللياقة جزء من التدريب.. والفهم القديم للعسكرية بأنها مجرد هرولة انتهى. الآن المسألة شاملة.. أصبحت دورات التدريب تشمل الجانب المعرفي والمهاري والتقني والفكري.. عدة عناصر مكتملة، اللياقة مهمة لرجل الأمن وهي مطلب ضروري». وأضاف «في العام المقبل هناك دورات تُعنى بهذه الأمور.. ولا نريد أن نستبق الأحداث.. النشرة التدريبية للعام المقبل التي ستصدر سنركز فيها بشكل أكبر على الجانب اللياقي، وما يتعلق بالشكل اللائق للعسكري من حيث القضاء على البدانة، حتى وإن كنت أراها ضئيلة جداً خاصة من قبل الجيل الجديد الذي يحرص من تلقاء نفسه على أن يكون جسمه لائقاً». وحول قضية سرقة السيارات والطرق الحديثة لضبط السارقين قال الغامدي «في الفترة الأخيرة أصبحت هذه الظاهرة تتضاءل.. وهذا بفضل الله ثم بفضل يقظة رجال الأمن وحصولهم على الأجهزة ووسائل التقنية الحديثة التي أصبحت تمكنهم من كشف السيارة التي عليها بلاغ أو تعميم بمجرد مرورها من خلالها الدوريات الأمنية». وأضاف التقنية بإمكانها اكتشاف السيارة المسروقة بمجرد مرور الدورية.. هناك جهاز يعطي إشارة إن كانت السيارة عليها تعميم سرقة أو شبهة.. وهذه وسيلة حديثة وتم تطويرها من خلال التخطيط والتطوير».