سجلت محاكم المملكة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، 407 قضايا خُلع، وقد تصدرت الرياضوجدة القضايا بنسبة 47%، حيث سجلت جدة 124 قضية، أما الرياض فسجلت 68 قضية، ثم القريات 59 قضية، والأحساء 29 قضية، فالدمام 18 قضية، والطائف والجفر 18 قضية في كل منها، ثم الجموم 15 قضية، فالخبر 14 قضية، ثم صبياء 13 قضية، وتبوك 12 قضية، ثم أبها وعفيف والعلا ب 10 قضايا في كل منها، أما أبي عريش والخرج فسجلت 9 قضايا في كل منها، ثم بيش وينبع ب 8 قضايا في كل منها، فالرس والعيون ب 7 قضايا، أما خميس مشيط وضمد ووادي الدواسر فسجلت كل منها 6 قضايا، ثم بريدة وبقعاء وحفر الباطن وشرورة والبكيرية وقلوة سجلت 5 في كل منها، وعنيزة ونجران وسكاكا وجازان والدوادمي والقنفذة ب 4 قضايا في كل منها، والقرى ورفحاء والعويقلية وتيماء والمجمعة والبدائع سجلت 3 قضايا في كل منها، وسجلت قضيتان في كل من المدينةالمنورة وحائل والمضايا وأحد المسارحة وطريف وطبرجل ورماح وشقراء وبقيق وصامطة، بينما سجلت قضية واحدة في كل من الجبيل والقطيف والباحة وعرعر والدرعية والمخواة وباشوت وسميراء والدرب والخرمة وفرسان والمظيلف والسيل الكبير وتثليث والنبهانية والعرضية الشمالية والعرضية الجنوبية والموسم والطوال والأسياح والخفجي وتنومة والنماص. من جهته، أوضح مدير مركز التنمية الأسرية الدكتور خالد الحليبي ل «الشرق» أن الزوجة تضطر لطلب الخلع من زوجها، حينما ترى أنه قد استحالت العشرة الزوجية بينهما، وانغلقت أبواب التفاهم، ورفض الزوج الطلاق، وقال من خلال ما يردني من مشكلات وجدت أن أكثر الخلع يقع إما أول الحياة الزوجية، أو بعد أكثر من عشرين عاماً، والسبب الأول هو أن الفتاة حين تتزوج تأتي من بيئة مختلفة عن بيئة الشاب، فقد لا تتوافق معه في فترة وجيزة، وهذا أمر طبيعي، ولكنها تستعجل فتظن أنه لا يمكن أن تتواءم معه، فترى أن الخلع هو الطريق؛ لأنه غالباً شاب في مطلع حياته، وقد دفع كل أمواله في مشروع الزواج، ويريد أن يتزوج بدلاً عنها، فلا غرابة أن يرفض الطلاق أولاً؛ حتى لا يخسر زوجته، فإذا أصرت، فإنه سيلجئها إلى الخلع ليحفظ أمواله، لأنه كان يرى أن إجراء بعض التغييرات في شخصيته وشخصيتها، سوف ينهي المشكلة ولو بعد حين، أما وقد اختارت هي الانفصال فلتدفع ما أنفقه هو، وهذا لا شك بأنه عدالة شرعية، واجتماعية. ووجه الدكتور الحليبي كلمة لكل فتاة في مطلع زواجها بقوله التوافق الزواجي يحتاج إلى عام كامل على الأقل، فلا تستعجلي، ويجب أن يبذل كل من الزوجين كل ما يملكان من طاقة لتحقيق السعادة بينهما، وتجاوز هذه المرحلة، وليحرصا على التثقف قبل الزواج، وبعده، بحضور البرامج التدريبية الأسرية، من المدربين المختصين، وليستعينا بالله في حل المشكلات الحادثة بينهما، دون توتر أو اتهامات، ثم إذا احتاجا إلى تدخل الآخرين فليفعلا فيبعثا حكماً من أهله وحكماً من أهلها، إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما. وأشار إلى أن الزوجة إذا وجدت زوجها مدمناً على المخدرات، أو مهرباً، أو له صلات مشبوهة وتأكدت من ذلك تماماً، فلها أن تعرض عليه أن يقلع عن كل ذلك؛ لتستمر معه، فإذا أصر على الطريق الخطأ فلها أن تنسحب من حياته بالخلع، بل لو أثبتت انحرافاته فلربما فسخ القاضي النكاح دون أن تدفع له عوضاً، وأضاف أما التي تخلع بعد أكثر من عشرين عاماً، فهي غالباً كانت تعاني من عشرته، فإذا مرت بهما عاصفة منتصف العمر، لم يستطيعا أن يتعاملا معاً بطريقة صحيحة، فتطلب الطلاق، فيأبى الزوج، فتلجأ إلى الخلع، وربما هو كان يريد أن يطلقها، فيعذبها ويسيء إليها حتى تلجأ مكرهة للخلع؛ لشراء سعادتها وراحتها. وأضاف» أنا واثق من أن معظم حالات الخلع كان يمكن تداركها لو أحيلت إلى مصلحين، داخل المحكمة، أو في المراكز والجمعيات الأسرية».