لوحات البورتريه التي يرسمها إدريس المحروس، ليست مجرد لوحات منسوخة لملامح وتقاسيم وجوه البشر وتعبيراتها؛ بل هي أحاسيس جمالية ممزوجة بين أوتار جيتاره المدقوقة، وخفة ريشته؛ ولآلاء كلماته. اللوحة بين يديه ترجمان لمرآة ذاته، وحلم لحاضره ومستقبله. لكن إدريس شأنه شأن أبناء البحر يثور، ويمزق كراساته عندما لا تتوافق مراكبها مع دفة أمواجه الفنية، حتى تستقيم إليه اللوحة طوعاً ويعود إلى هدوئه كما الخليج. «الشرق» التقت الفنان إدريس علي المحروس، في حوار للحديث عن تجربته مع فن البورتريه والكتابة والعزف وفن الخط، التي يجيدها جميعاً.. فإلى نص الحوار: - البداية كانت في المرحلة المتوسطة، حيث كان عمري 14 عاماً تقريباً، كنت أحاول أن أرسم الوجوه بشكلٍ تقريبي، ولكن شق الأمر عليّ لفقر المعلومات والمصادر أو الفنانين القادرين على تعليم هذا النوع من الفن في المجتمع. - الرسم، لأنه يستطيع توصيل الصورة التي تعجز عن وصفها الكلمات؛ «فالصورة تساوي ألف كلمة وأكثر»، كما في المثل الصيني القديم. - تأثرت بالرسام الإيراني أيمن مالكي، والفنانة الأمريكية ليندا هوبر، لما لهما من لمسة تقارب الحقيقة في أعمالهما، وتطورت بعد أن تعرفت على أستاذي ألن الفلبيني الجنسية، الذي علمني تقنيات كثيرة لم تكن لدي أدنى فكرة عنها. - التحقت بدورات تدريبية على يد الأستاذ ألن دونيدا، وأيضاً قام بتوجيهي إلى الارتجال وعدم الخوف وتعليم الذات، من الكتب والإنترنت، حيث يوجد آلاف الدروس على «يوتيوب»، وغيره من المواقع، خاصة الفنية المتوفرة حالياً. - كلا لم أفكر. - أجد في الكتابة طريقة للتعبير عما يدور بداخلي من أفكار، أما العزف، وبالتحديد النوع الهادئ من الموسيقى الكلاسيكية أو الجاز، هو الدافع للرسم، حيث أنني لا أستطيع الرسم بدون الاستماع لهذا النوع الهادئ من الموسيقى الكلاسيكية. - لا أخطط للأمر، بل أرسم وقت ما يكون لدي فرصة، أو يطلب مني أحد أن أرسم له، أو تطرأ فكرة جديدة. - مع الأسف نعم.. وكثير ما مزقت لوحات لعدم قناعتي بها. - بحجابها الإسلامي. - البروتريه كلمة تعني رسم الوجه، بمعنى صورة فنية للوجه، ويمثل مدى قوة وبراعة الرسام، والوجوه البشرية هي من أجمل ما خلق الله. - الندرة في الكثافة اللونية والاعتماد على الأبيض والأسود لأن هذين اللونين يرمزان إلى الوضوح، والجدير بالذكر أن الرسم بالأبيض والأسود شعبية ورواجاً أكثر بأضعاف المرات؛ حيث تصل النسبة الملون أقل من واحد بالمائة؛ ففي خلال رحلة ال15 عاماً الفائتة رسمت أقل لوحات ملونة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، بخلاف الكم الكثير من اللوحات الأبيض والأسود. - أكتب خواطر وأبيات سهلة كترجمان لما يدور في خاطري من أفكار وتصورات خيالية، وغالباً ما أكتبها لمن يطلبها؛ لأنه يوجد عدد كثير من المحبين الذين يبحثون عن كلام يتم خطه وإهداؤه لمن يرغبون وأن يكون مميزاً وجميلاً، لأن المستقبل يكون محل تقدير كبير.