بعد أكثر من عقد على احتلال العراق ودماره، ونهب وسرقة ثرواته وخيراته، والحال كما هو، بل أسوء مما كان عليه قبل الاحتلال، أربعة انتخابات جرت فيه، ثلاثة منها بوجود المحتل، الرابع بعد رحيله كما يقال، لكن جرت بإشرافه ومراقبته، والوجوه هي الوجوه، لم تتغير ولم تتبدل! عجبي أن يصفها البعض بأنها انتخابات شرعية ونزيهة، لا أدري من أين تأتي شرعيتها، والمحتل جاء بها، ولا أدري كيف تكون نزيهة والمحتل يرعاها ويقرر من الفائز والخاسر فيها، بل حتى حكومته لا تتشكل في الداخل بل تتشكل في إيران وتفرض عليه بالقوة في ظل انتخابات يصرف عليها ملايين الدولارات المنهوبة والمسروقة من أموال الشعب البائس الفقير، فوضى مدروسة، شعارات ترفع ووجوه تجمل وخلفيات تشفط، بملايين الدولارات واليتيم والفقير يقتات على القمامة التي تنافسه عليها القطط والكلاب، في بلد ميزانياته انفجارية، لا تعد ولا تحصى منذ احتلاله وتربع المحتل وأذنابه على ثرواته وخيراته، الفقير واليتيم وكل شريف يريد تغيير الحال، ولكن الواقع يقول انتخب أو لا تنتخب المحتل انتخب، هذه هي الحقيقة التي لم تعد تخفى عن أحد ولا يجهلها أحد في الداخل والخارج، البلد يسير وفق ما خطط له قبل الاحتلال وبعده، وها هم بعد أن أحكموا سيطرتهم عليه وسلبوا ثرواته الطبيعية وغيرها، اتجهوا إلى باقي الدول العربية وباشروا بتنفيذ مشروعهم باسم الربيع العربي والحق أنه ربيع يهودي صليبي فارسي بامتياز، والنتائج والحقائق الواقعية الملموسة أكبر دليل وبرهان على ذلك، سار الجهلاء خلفهم وساندهم عملاء الداخل، الخونة لدينهم وعروبتهم وأوطانهم، ولكني لا ألوم الجاهل بقدر ما ألوم القائمين على أمرهم لأنهم لم يتقوا الله فيهم، ولم يحصنوهم من مكر أعدائهم وأعداء دينهم، بل لم يفسحوا المجال حتى للدعاة والعلماء أن يبينوا للأمة دينها الحق ومنهجها القويم، فكان عدل الله فيهم وفيمن سار على نهجهم حتما لازما، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، هود102.