تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة صباح أمس، القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام تحت عنوان «الإعلام والتنوع لإثراء تجربة البث» بفندق الهيلتون بجدة. وأكد خوجة في كلمة ألقاها خلال القمة، أن دور وزارة الإعلام لم يتوقف عند تحقيق غايته في خدمة المواطن وتعزيز مبادئ الإسلام السمحة عبر استخدام الوسائل التقليدية، بل إنها خاضت مجال وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية الحديثة، مشيرا إلى أن الدولة وفرت لذلك بنية قوية على امتداد مساحات المملكة الواسعة، ووضعت لها تنظيماً يضمن مساهمتها في التعليم والثقافة وتكون ملتقى لتبادل الآراء المفيدة بالحكمة والعقل. وبين خوجة أن القمة تسعى لأن تساهم في تطوير محتوى الوسائل الإعلامية، وأضاف «كما تعلمون أن منتجي التقنية في سباق دائم لإنتاج الوسائل السريعة والمريحة قد يسعد العاملين في الحقل الإعلامي، لكنه يضعهم أمام تحديات صعبة ويفرض عليهم التجديد الدائم في شكل ومضمون رسائلهم الإعلامية لتكون قادرة على شد المتلقين لمحتواها مؤثرة تأثيرًا إيجابيًا في سلوكهم». وشدد وزير الإعلام على أن هذه القمة وما يوضع فيها من تصورات وخطط وما ينظم خلالها من لقاءات وورش تدريبية، ستساهم بشكل فعال في رفع مستوى المنتج الإعلامي في وسائل الإعلام، في الوقت الذي تتعرض فيه دول العالم لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والإنسانية بتشويه نقائها وتضعف منظموتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسؤولة، وقال «كل ما نرجوه من هذه القمة وهي تضم خبراء متمكنين لهم مكانتهم وتأثيرهم أن تسعى ليكون المنتج الإعلامي رسول محبة وخير يحترم القيم الدينية ويقوى سياج المنظومة الأخلاقية ليظل شجرة طيبة تظل البشرية جميعًا». من جهة ثانية، لفت رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض بن كمال نجم، إلى التطور الذي شهده قطاع الإعلام، والمتمثل في تعدد الوسائل وتجاوزها الحدود الجغرافية، إلى جانب ازدياد حدة المنافسة وهبوط المصداقية في بعض تلك الوسائل، وما صاحبه من هجرة وسائل الإعلام الخاصة إلى الخارج، مشيراً إلى أن هيئة تتولى حالياً مجموعة من المشاريع الحيوية لتطوير صناعة الإعلام في المملكة، أهمها إنشاء منصة إعلامية لإطلاق القنوات التليفزيونية الخاصة فضائيا وعبر الوسائل الرقمية. وأشار نجم خلال كلمته إلى أن وسائل الإعلام قد ساهمت وبشكل مكثف خصوصاً في الدول النامية في عمليات التنمية، بيد أن هذا الدور بدأ يقل مع تغير اهتمامات المجتمعات والتطورات المتلاحقة في عالم الاتصالات، ونتج عن هذا التحول في آليات عمل وسائل الإعلام تأثيرها على توجيه الرأي العام في اتجاه القضايا السياسية التي أضحت من أهم ما يطرح في وسائل الإعلام بالإضافة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، ومع ذلك تبقى الحقيقة التي لا غبار عليها بأن لوسائل الإعلام المقدرة على تشكيل الرأي العام في مختلف المجتمعات حيال جميع القضايا سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو خلاف ذلك من القضايا التي يتم تناولها. من ناحية أخرى، ألقت رئيسة المعهد الآسيوي لتنمية الإذاعة AIBD ومديرة راديو جمهورية إندونيسيا الدكتورة روساريتا نيكين ويدياستوتي، كلمة شكرت فيها المملكة على استضافتها للقمة، وعلى الجهود التي يبذلها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، مشيرة إلى أهمية الموضوعات التي تناقشها القمة، وأوضحت أن ورش العمل تلامس الواقع الإعلامي الجديد الذي انتشر بين أطياف المجتمع الواحد والوسائل الجديدة التي أدخلت مؤخرًا على الساحة الإعلامية. وألقى مدير المعهد الآسيوي لتنمية الإذاعة يانج بونيوان كلمة نوه فيها بالمكانة التى تحتلها المملكة، مما جعلها أول دولة عربية تحتضن القمة الآسيوية للإعلام، معرباً عن سروره بالمشاركة في هذه القمة التي تناقش موضوعات إعلامية تهم المتعاملين مع الساحة الإعلامية بشكل مباشر. وقال «نحن نتشرف بالمشاركة في القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام في ظل التطور الإعلامي الملحوظ»، معربا عن أمله أن تخرج القمة بالنتائج المرجوة وتحقق الأهداف التى ينتظرها الجميع. بعد ذلك قام وزير الثقافة والإعلام بتكريم الرعاة، ثم التقطت الصورة التذكارية للمشاركين في القمة الآسيوية للإعلام. حضر الحفل صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد بن تركى وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة للشؤون الفنية، ومعالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، ومعالي رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع، ومعالي رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين، وعدد من المثقفين ورجال الإعلام والصحافة والتليفزيون.