هكذا نحن وما نزال، نموج في موج إعفاءات وتعيين.. نترقب ومتفائلون كثيراً بالمهندس عادل فقيه.. سدده الله ورعاه. من أعلى سجايا الحياة الكريمة العناية الصحية، والخير في هذه البلاد فضيل ولم يكن المال يوماً عائقاً. ميزانية وزارة الصحة تفوق ميزانية الأردن مرتين، التي يتلقى أغلب الشعب السعودي علاجه هناك. الأمر ضَليع وينوء بمن أهمل الوفاء واستهان بالأمانة واعتلى المناصب وهو لا يعلم باتساع رقعة المسؤولية، وأخطاؤه قد تكلف حياة بني البشر. لكننا نعوِّل على الله ثم على التعيين الوزاري الجديد ليعقب علينا عصر جديد. مرض «كورونا» في المملكة ليس بجديد.. له قرابة عام ونيف ولم نعرف ما الذي أُنجز وما الذي اُتُّخذ.. غير التبرير والإنكار..!! حتى أننا لا نجد إجابات تسعف الفضول وقلق المعقول.. ليتهم يستخدمون الكلمة المستديرة لتطمين الوضع أو يفصحون ويبينون الأسباب العائقة والمانعة، لا أن يثني المسؤول ويمدح ولا يمنحنا فتيل حقائق بل يصرفنا إلى رأيه ونحن الأمل الخائب.. في العهد الوزاري الجديد نريد عملاً وكلاماً عقلانياً ذا مغزى ومعنى، وهو أن هناك مشكلة وهناك عمل ونحن نسعى لحل.. فقط! أفضل من أن يتناقل الناس الفزع والشائعات.. قبل رمضان المنصرم كان هناك حالة لمرض كورونا في مستشفى الحرس الوطني بالرياض.. لم تتجاوز الحالة الثلاثة أيام وتوفي المريض.. وكان يُعالج في العناية المركزة (MCICU) كحالة عادية ومع بقية المرضى! بعده بأيام أصيبت ممرضة «فلبينية»، الممرضة لم تكن بنفس القسم كانت من قسم آخر.. مما يعني أن المرض يتنقل في أنحاء المستشفى ولا يمانع! كانت والدتي حينها قد حكم عليها المرض بالبقاء هناك، في قسم (MCICU).. ولم نكن نعرف شيئاً إلا بعد حالة الممرضة الأمر الذي دعانا للاحتجاج فنقلوا والدتي إلى قسم آخر (CCU).. السؤال: كيف يكون الاستخفاف بحياة الناس لهذه الدرجة؟ وما الفائدة من وزير صحة وطبيب إذا لم يفرق معه الأمر والمآل إلى الفوضى؟؟!! المفترض أن لحالات الأوبئة مستشفيات خاصة.. وإن لم يكن هناك مستشفيات خاصة، كان عليهم تجهيز أماكن لعلاجهم وعلى الفور، لا أن يختلطوا مع عامة الناس.. حتى وإن لم يتخذ مفهوم وباء لكن علاجه مع عامة الناس مدعاة لتعريض الأصحاء للخطر. كذلك المصحات أو أماكن علاجهم، ليس بالضرورة أن تتخذ مفهوم الحجر الصحي أو المحجر (Medical Quarantine) لكن على الأقل، أن يكون هناك سيطرة على المرض وسبل علاجه، وعدم تعريض غير المصابين بالمرض للعدوى.. لستُ أدري ما الغرض من شغل منصب إذا كان شاغله يزيده سوءاً وعقبة! في العقبات والتعامل مع المشكلات يجب أن تكون هناك عقلية إدارية فذَّة وشخصية نافذة نادراً ما تجتمع في شخص.. وعليها لِزاماً أن تجتمع في وزير، لا يكفي أن يكون مميزاً في فصل التوائم..!! لم تمر المملكة بأوضاع صحية سيئة كالتي شهدتها آنفاً.. والوضع ليس بخفي على من قدَّره وتبيَّنه.. ولا أعرف ما الذي يمنع أن تكون الأوضاع أفضل، وأن نغوص في العيوب ونعالجها، ونتلمس سبل الصواب، بذلك نؤدي ما وكلنا به من أمانة ونحقق أهدافنا المرجوة ويكافأ المحسن على إحسانه. أظنه درج الوقت وتصرَّمت الأحداث لنوجد حلاً، ما أشد من تفشي وباء! حتى وإن لم يعترفوا به كوباء. إذا انتقل المرض من إنسان لإنسان انتهى الأمر، وعليهم لِزاماً إدراك ذلك وإعلانه للناس.. بتنا نخاف التنقل والذهاب للمستشفيات أو حتى أن نمسك بمقبض باب!!!. لابد من تقييد الأخطاء والعمل الجاد قبل السقوط في فوَّهة الكارثة، حينها لا ينفع شجب ولا ندب. لكن أظل أقول بقي للإنسانية قبطان وهو مخافة الله، خافوا الله في البشر واجعلوا الجد والعمل عبادة.. وتعهدوا الإخلاص، كي نعيش في كوكب الإتقان، فالجميع على نفسهِ رقيب، لنجني ثمار العيش الرغيد، وينعم هذا الوطن بأبنائه عضيداً.. فلن يصفق الوطن وحيداً. ننتظر البرق الذي ينذر بالمطر، وسنطوي عصراً مضى بكل هزائمه، ومن برى القوس رمى!