لا يزال معالي وزير التجارة والصناعة، يُقدّم نفسه كأنموذجٍ جيد للوزير المجتهد في أداء مهام عمله، والمتميز في تنفيذ واجبات وزارته، ومع أنّ كل ما يقوم به المسؤول، ليس سوى واجب يؤديه، وأمانة يحاول الوفاء بها؛ إلا أنّ شكر المحسن على إحسانه، سنةٌ شرعية، لا تتناقض مع متطلبات المنصب، ولا تقلل من التزامات الكرسي والوظيفة..! في الأيام القليلة الماضية؛ كان الوزير في زيارةٍ لمنطقة الباحة، ومع أنّ سلوك معاليه في عمله أبعد ما يكون عن البهرجة والشكليات؛ إلا أنّ إغلاق أحد أشهر وأكبر المتاجر بالمنطقة، الذي أُعلن عنه قبل وصوله بيومٍ واحدٍ فقط؛ يُذكّرنا بعمليات التجميل والترقيع و(البروباجندا)، التي تسبق أو تصاحب بعض زيارات الوزراء والمسؤولين، وكم كنّا نتمنى أن يتساءل معاليه عن توقيت إغلاق السوق الشهير، وأن يسأل فرع الوزارة في المنطقة؛ أين كان من هذا السوق طوال السنوات الماضية؟!، وإن كان هذا حال المتاجر الكبيرة في وسط المدينة، فما هو حال بقية المتاجر والأسواق خصوصاً في المحافظات والأطراف؟!.. ولذا فإنّ هذا الحدث مدعاةٌ لمحاسبة المهملين والمقصرين، الذين لا يعملون إلا تزامناً مع زيارات المسؤولين، وتحت أضواء فلاشات المصورين.! كما أنّ الجولة الميدانية المفاجئة التي قام بها الوزير على بعض الأسواق والمحلات التجارية (داخل) مدينة الباحة، تستحق الإشادة والتقدير؛ حيث ضبط بنفسه عدداً من السلع المخالفة والمقلَّدة، إلا أنها تثير التساؤلات حول ماهية وجودة عمل (مفتشي) فرع التجارة، وتكشف عن غياب دور الجهات الرقابية في المنطقة، فهل نحتاج (للوزير المفتش) لنحمي المواطنين من الغش والتدليس؟!. ختاماً، يا وزير التجارة؛ هل علينا أن ننتظر زيارة معاليك المقبلة؛ لإغلاقٍ متجرٍ مخالفٍ جديد، ولتراقب بنفسك الأسواق في الباحة؟!.