الاستغفال عادة قبيحة منتشرة في السعودية، الأب يستغفل أبناءه أحياناً... الزوج يستغفل زوجته كثيراً... المدير يستغفل موظفيه... المستغفَل هنا (بفتح الفاء) يعرف لعبة الاستغفال هذه جيداً ولكنه (يعض على شحمه) بالمعنى العامي الدارج ويمضي في طريقه لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه هذا الاستغفال. المستغفِل (بكسر الفاء) الذي يستغفل الآخرين سواء كانوا أبناءه أو زوجته أو موظفيه أو أصدقاءه يعتقد أنه أذكى من الآخرين ويستغل نقطة ضعفهم ليستعرض عضلاته الوهمية ولكنه في النهاية يخسر الاحترام الذي هو رأس مال أي إنسان يحترم نفسه، بالإضافة إلى أن المستغفلين ( بفتح الفاء) سيردون الصاع صاعين لمن استغفلهم حينما يشتد ساعدهم ويقوون على رد الإساءة. لعبة الاستغفال هذه يلجأ إليها ضعاف النفوس الذين لا يحترمون أنفسهم ولا الناس الذين يستغفلونهم حتى لو كانوا أصدقاءهم. والذي لا يعرفه الكثيرون أنه ليس هناك إنسان ذكي يستطيع استغفال الآخرين وإنسان غبي تنطلي عليه حيل الاستغفال ولكنه واقع القوي والضعيف، والجانب الضعيف يتغاضى عن حكاية الاستغفال في سبيل ألا تضيع عليه مكاسب أخرى وفي نفس الوقت يعطي المستغفل (بكسر الفاء) جرعة من الأهمية حتى لا تطير الطيور بأرزاقها. الاستغفال هو ظلم بواح تسوغ له الأسطورة الشعبية على أنه دهاء وشطارة وذكاء لكنه في الواقع سلوك شنيع لا يقره العقل ولا الدين، احترام الإنسان المقابل مهما صغر حجمه يعكس سلوكا حميدا نشأ على تربية حميدة.