دشن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس فعاليات معرض الحج الذي تنظمه مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالاشتراك مع معهد العالم العربي في باريس بحضور نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس معهد العالم العربي جاك لانج. واطلع الرئيس الفرنسي على مقتنيات المعرض التي يزيد عددها عن 230 قطعة تعرف بالحج كركن من أركان الإسلام، وما يرتبط بهذه الرحلة الإيمانية من قيم المساواة والتسامح والتعايش الإنساني المشترك، وتبرز تطور تاريخ الحج على مر العصور وتعرف بالجهود الضخمة لحكومة المملكة لخدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام. وألقى هولاند كلمة في مستهل افتتاح المعرض قال فيها : إن المعرض هو الأول من نوعه الذي يقام في فرنسا معرباً عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما قدمته المملكة في هذا المعرض من قطع وتحف فنية نادرة ومخطوطات تحكي واقع رحلة الحج التي يقوم بها المسلمون من مختلف أنحاء العالم إلى مكةالمكرمة. كما أعرب عن شكره لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومعهد العالم العربي للجهود التي بذلاها في سبيل إقامة هذا المعرض. وبيّن أن الحج حدث عالمي يهم العالم، مشيراً إلى التحولات الكبيرة التي رافقت رحلة الحج عبر مئات السنين وحتى الآن، لافتاً الانتباه إلى أن تنظيم الحج أصبح مسؤولية جسيمة حيث تستقبل المملكة ثلاثة ملايين حاج سنوياً يسهر على راحتهم خادم الحرمين الشريفين. وأوضح الرئيس الفرنسي أن المعرض يطمح إلى تقديم الحج بجوانبه الدينية والثقافية والإنسانية لمن لم يسبق لهم أداء هذه الفريضة، مشيراً في هذا الصدد إلى عدد من الرسائل التي يبعث بها المعرض أبرزها قوة العلاقة بين فرنسا والعالم العربي وتفهم الآخر والتسامح ونبذ العنف والتطرف. وأشاد في هذا الصدد بجهود المملكة السباقة في التصدي لظاهرة الإرهاب وما قامت به مؤخراً من منع مواطنيها من المشاركة في أي أعمال قتالية في الخارج، لافتاً النظر إلى أن حكومة بلاده ستعمل على القيام بنفس هذه الخطوة خلال الأيام المقبلة. ثم ألقى الأمير عبد العزيز بن عبد الله كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره للرئيس الفرنسي لتشريفه افتتاح معرض الحج في رحلته الثانية بباريس. ونقل في كلمته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس هولاند على مشاركته في افتتاح المعرض التي تزيد من الاعتزاز بهذا الحدث الثقافي العالمي. وأضاف أن الحج على مر التاريخ رحلة للبحث عن السلام والطمأنينة والأمن إلى جوار بيت الله الحرام، وملمح لهوية مشتركة للأديان التوحيدية لتعظيم الأمن والسلام، مؤكداً أن العالم المعاصر بحاجة ماسة إلى استلهام هذه القيم والمعاني للسلام والأمن بين البشر إلى جانب القيم الإيمانية والإنسانية للحج كفريضة دينية وركن من أركان الإسلام يجتمع في أدائه ملايين البشر من جميع أنحاء العالم بحثاً عن السلام والمحبة. وقال نائب وزير الخارجية إن شرف رعاية وخدمة الحرمين الشريفين ينطوي على تعظيم للقيم السامية التي ترتبط بفريضة الحج وتؤكد هوية الإسلام، وفي مقدمتها قيمة السلام التي نسعى لأن تكون هذه الرسالة الإنسانية تعبيراً عميقاً ومؤثراً لجميع البشر حيال معنى السلام الذي جعله الإسلام قيمة سامية لكل البشر».