لا يختلف اثنان على أن صحة الفرد والمجتمع تأتي ضمن أولويات الدولة لرفع المستوى الصحي، لكن للأسف التخطيط الاستراتيجي قد يتجاهل مطالب المواطن البسيط بوضع المشروعات الصحية في ذيل القائمة؛ لأن المواطن – غير البسيط – ليس بحاجة إلى انتظار ورصيده يشفع له بأن يسافر لعيادات مايو كلينك دون حاجة إلى برقيات. في حائل يوجد مبنى ضخم جداً للغاية وهو مسجد الراجحي الذي تبرع به الشيخ صالح – جزاه الله كل خير – هذا المسجد والأوقاف التي معه كلفت أكثر من 600 مليون ريال، إلا أن السؤال: هل نحن بحاجة إلى مساجد ضخمة إلى هذا الحد، حتى ولو كانت تشمل مكاتب لتحفيظ القرآن ومغاسل للموتى؟! في حائل لا يوجد مستشفى تخصصي ومرضى القلب يتم توصيلهم للقصيم بسيارة إسعاف! بل إن المستشفى التخصصي توقف منذ سبع سنوات بسبب تعثر المقاول والموارد المالية وأصبح (أبوالهول) الحائلي! ماذا لو أن الراجحي صرف هذه الأموال في بناء مستشفى يلغي تنقل وطوابير المرضى للرياض؟ دعوة عجوز تنتظر العلاج أو أم مرافقة لابنها تنام على الأرض أو مسن ينتظر طابورا طويلا لكي يحصل على سرير من الممكن أن يكون موازياً أو خيراً من بناء المسجد. نحن نستطيع أن نصلي في أي مكان لأن الأرض جُعلت لنا طهوراً، ولكن لا نستطيع أن نبني مستشفى أو نزيد عدد الأسرّة. مشكلةٌ أن التخطيط للعمل الخيري في بلادي يدور دائماً حول التبرع ببناء المساجد.. والذي يشير على رجال الخير ببناء مساجد كبيرة وتجهيز مغاسل للموتى، يجب أن يعلم أنه من الأجدى أن يُلتَفت لبناء ما يحفظ حياة الناس.