مرّت سنوات طويلة بل عقود لم يجتمع فيها أفراد عائلة سعودية وهم يتابعون بشغف مسلسلاً سعودياً درامياً، قديماً كان لفناني جدة والدمام الريادة في تزويد التليفزيون المحلي بالدراما بينما كان فنانو الرياض يبدعون في الكوميديا. مسلسلات مثل «أصابع الزمن» وغيرها حفرت اسمها في ذاكرة المشاهد وفي تاريخ الفن السعودي، واستطاعت في وقت الشح المالي أن تقدم فناً غير مبتذل يغري الأسر بالالتفاف حول شاشة التلفاز كل مساء ويغنيهم عن المسلسلات الأجنبية. على الرغم من الدعم المالي الموفر حالياً والأرباح المرتفعة لأي مسلسل تتبنى عرضه القنوات الفضائية التي تهتم بجذب المشاهد السعودي، فإن جودة الإنتاج لم ترتق إلى ذائقة المشاهد، المشاهد أصبح أكثر وعياً وفرزاً للجيد من الرديء في ظل الخيارات الكثيرة من البرامج والمسلسلات. الأزمة ليست أزمة ممثلين، فهناك مواهب شابة قادرة على إنجاح أي عمل، هي أزمة نص وإخراج، فالنصوص والسيناريوهات التي تقوم عليها بعض المسلسلات أشبه ما تكون بقصة من صفحة واحدة يتم إطالتها تعسفياً ليقبض المنتج ثمن 30 حلقة فارغة. والمخرجون الحقيقيون لا يوجد منهم محلياً سوى اثنين أو ثلاثة. يحتاج الأمر وقفة جادة من المهتمين بالشأن الفني المخلصين لرسالته، حتى ينجذب المشاهد لمتابعة أعمال محلية مستوحاة من بيئته ومجتمعه بدل البحث بالريموت عن البديل العربي والتركي.