عندما لا يدرك الشخص معانى الألفاظ ولا أبعاد المواقف تحدث تصرفات غير متوقعة وهناك ثلاث حكايات للدلالة على ذلك واحدة من الخيال والثانية من الأدب والثالثة من الحقيقة.. فمن الخيال يُحكى أن (جاويشاً) كان يخاف من مرور (الجنرال) على المعسكر فسأل جندياً “هل رأيت الجنرال”؟ فنفى الجندي ذلك ثم عاد وسأله “هل حضر الجنرال”؟ فنفى ذلك.. وبعدها حضر الجنرال ليقول له الجندي “يا ويلك وظلام ليلك لقد سأل عنك الجاويش عدة مرات ولم يجدك”.. ومن الأدب فى رواية (يوميات نائب فى الأرياف) للأستاذ “توفيق الحكيم” أن قائد مركز الشرطة أعجبه عمدة القرية فوعده أن يدخله (البرلمان) أي يجعله عضواً فيه ونائباً لكن العمدة خاف من كلمة (برلمان) وظن إنها شيئاً يشبه (الليمان) أو السجن فبكى واستحلف قائد الشرطة ورجاه ألا يدخله (البرلمان) وسوف يعدل من سلوكه.. ومن الحقيقة أنه فى أحد المؤسسات كان المدير يستدعي الموظف ويطلب له ليمون مثلج ليشربه من باب حسن الضيافة ليهدئ أعصابه ثم يخبره بخبر إحالته إلى المعاش حتى صار الزملاء يقولون أن فلاناً شرب (ليموناً) مع المدير أى أُحيل إلى المعاش.. ثم حدث أن استدعى أحد الموظفين المجتهدين ليرقيه ويمنحه مكافأة ويعينه فى منصب كبير وطلب له (ليمون) كالعادة فبكى الموظف عندما رأى الليمون وقال للمدير “لماذا تطلب لي ليمون وأنا موظف مجتهد ولازلت صغير السن”؟.