هل تتشوّق لسماع أخبار الناس؟؟ هل لعابك يسيل عندما يقولون لك: ألم تعلم ماذا حصل لفلان؟؟ هل تكتم في أعماق ظلامك ضحكة شريرة حينما تسمع بتعثّر زيد وعمرو؟؟ إذا كانت إجابتك عن جميع الأسئلة السابقة أو واحد منها ب «نعم»، فأرجوك ولو سمحت أكمل القراءة لأنك أنت المقصود بهذا المقال، ولن أتعنى وأورّي ب(إياك أعني واسمعي يا جارة) بل أنتَ الجارة فاسمعي. أولًا لنتفق في البدء أنك تعاني من حالة بطالة معقدة، ليس بالضرورة ألا تكون لديك وظيفة، فربما تكون موظفًا كبيرًا في عيون من حولك ولكنك حقيقة صغيرٌ فحياتك قد خلت من التخطيط والإنجاز، لذا فإن عنقك تشرئب مع عثرات الخلق، والشيطان لو لم يكن خبيثًا وعفريتًا في الذكاء لأصبح الناس ملائكة تمشي على الأرض، لذا فهم يبررون لأنفسهم سماعهم مصائب غيرهم من باب «الحرص عليهم!! أو العظة!! أو التشهير به لكي يزدجر ويُصلح حاله وهذه الأخيرة محبوكة جيدًا!!!».. تقول الحكمة الإنجليزية: «عيوب الناس نحفرها على النحاس وفضائلهم نكتبها على الماء»، وابن القيّم يقول: «ما من عبد يعيب على أخيه ذنبا إلا ويبتلى به»، أما نحن المعاصرين فقد تجاوزنا حكم الإنجليز والأولين، فكل من يخطئ ويرتكب حمقًا نصلبه على «هاشتاقات» تويتر والنابحون – عفوًا قصدت المغردين – يتمّون المهمة. النساء اعتدن في مجالسهن هذا النوع من الأحاديث لكن أن تنتقل لنا معشر الرجال، «الرجال» ؟؟ اسمحوا لي أن أقول إن هذه الكلمة أكبر ممن يمارس هواية الضباع البشرية، وكلكم يعرف أن الضبع أحقر حيوان مفترس، فهو على استعداد من أجل أن يشبع جوعه أن ينهش ويأكل فريسته «حية قبل أن تخرج روحها» ، فيا بشر «ارتقوا».