استعرض راعي منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف، الكاتب جعفر الشايب، عدداً من التحديات التي تواجه المجتمع، في لقاء أقيم في «ثلوثية العوهلي» في محافظة عنيزة، مساء أمس الأول، بعنوان «المجتمع والتحديات الراهنة». واشتمل اللقاء، الذي شارك فيه عدد من الكتاب والمثقفين من محافظة القطيف، على مناقشة المشاركة في بناء المجتمع المدني ضمن التحديات الراهنة، للمساهمة في تحقيق المواطن لدوره. وأوضح الشايب أن من أبرز التحديات الثقافية، موضوع الانفتاح الإعلامي الواسع بعد الثورة المعلوماتية التي سادت في العالم، مشيرا إلى أن المملكة تعد من الدول المتقدمة في استخدام الإنترنت؛ حيث يقدر عدد مستخدميها أكثر من سبعة ملايين شخص، 41% منهم يملك حسابات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بينما يستخدم «تويتر» في الولاياتالمتحدةالأمريكية 23%، و19% في الصين، لافتا إلى أن الإقبال يأتي نتيجة لأنه يعتبر قناة تواصل مفتوحة ومتاحة وذات تأثير كبير؛ إذ قد تثير تغريدة واحدة كثيراً من التساؤلات. وقال: كما تسجل المملكة أعلى رقم مشاهدة بواقع 190 مليون مشاهدة يومية، وبلا شك أن الكم الهائل والنمو المتواصل للقنوات موضوع مهم يستحق البحث والدراسة. وأضاف: كما أن القنوات الفضائية لها دور كبير في التأثير على المجتمع، ضارباً مثلاً بإحدى القنوات التي قدمت تقريرا مدته 45 دقيقة بعنوان «أثر الكراهية»، موضحا أن ذلك إعلام موجه يحتوي على مواد تحريضية، ولا يوجد له منهجية واضحة، مشددا على أن مثل هذه المواد مرفوضة وتؤدي إلى صراع داخل الأسرة الواحدة. ومن ضمن التحديات، بحسب الشايب، تأثير التحولات السياسية الخارجية بشكل عام على المجتمع وانعكاساتها، وكيفية تحصين الوضع الداخلي منها، مشيرا إلى أن مسؤولية التحصين مهمة الجميع لتعزيز اللحمة الوطنية، وهي مهمة مشتركة تقع على عاتق كل فرد في هذه البلاد. وشدد على أن مثل هذه اللقاءات والزيارات، تصب في هذا الاتجاه، حتى لا يكون هناك صور نمطية خاطئة عن بعضنا بعضاً، فالمملكة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، جسد واحد. وعما يحصل من تجاوزات واعتداءات على المؤسسات الحكومية أو الخاصة، قال الشايب إن هذا الأمر مرفوض، ومن يفعل ذلك فئة لا تمثل سوى نفسها، «فجميعنا في قارب واحد وفي خدمة وطن واحد». واختتم الشايب حديثه بقوله: سعدنا بزيارة محافظة عنيزة والاطلاع على عدد من المؤسسات الاجتماعية التي تعد فخراً لأبناء المنطقة، وسنحاول أن نستفيد مما رأينا لننقله في القطيف. وكان المشاركون في اللقاء قبل انعقاده، التقوا محافظ عنيزة فهد السليم، الذي رحب بهم، وأطلعهم على عدد من المواقع الاجتماعية في المحافظة، مثل مؤسسة العوهلي الخيرية، ومركز بن صالح الاجتماعي، وجمعية عنيزة للخدمات الإنسانية. من جانبه، قال عضو في لجنة تواصل الوطني، الكاتب علي البحراني، خلال اللقاء: وقفنا على إنجازات عنيزة، ويحق لكم أن تفخروا بعملكم، منوهاً بأن لجنة «تواصل» أنشئت عام 2006م، وتستضيف كل سنة 30 شخصية مختلفة، كما أننا زرنا عدداً من مدن المملكة، وعلى تواصل دائم في الأزمات، وأننا على قناعة تامة أننا شركاء في هذا الوطن. أما المؤرخ خالد النزر فقال: كَوْني مهتماً بالتاريخ، فقد قرأت كثيراً عن عنيزة، وهي إحدى المدن العريقة والمنفتحة، ويزورها التجار منذ القدم، كونها مدينة على طريق الحاج العراقي. وأضاف: لاحظنا خلال جولتنا هذه التنسيق بين الأدوار في الجمعيات الخيرية والمستوى العالي من مأسسة العمل الخيري، كما لاحظت العمق في العطاء المعنوي والبذل في العطاء المادي، وهذا يدل على وفاء أهل هذه المحافظة، علاوة على التعاون والتسهيل من قبل المسؤول. فيما قال الشاعر جاسم آل مشرف: وجدت كثيراً من النقاط المميزة التي تستحق أن تقلد في بقية مدن الوطن، مضيفاً: إنني زرت كثيرا من المدن، ولكن روح الانتماء في هذه المحافظة لم أجدها في غيرها، كما أن السخاء والعطاء واضح على الصغير والكبير، وكأن لسان حالهم يقول لا أقبل أن أكون ثانياً، فضلاً على الأسس العلمية التي تنطلق منها الأعمال. واختتم آل مشرف بقوله: لابد أن نحافظ على توازن وطننا؛ لأننا في سفينة واحدة، وكل منا لابد أن يتعايش مع الآخر. بدوره، أعرب رئيس لجنة تواصل الوطني، يحيى آل قريش، عن سعادته بهذه الزيارة، وقال: سعدت جداً بوجودي بينكم، وبكل صراحة كنا نعتقد أننا في مدينة القطيف متفوقون في العمل الخيري، إلا أننا شاهدنا عملاً مبهراً، لا نستطيع إلا أن نرفع القبعة احتراماً له.