طرحت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» 80 مصنعاً تمثل المرحلة الأولى من المصانع في المدينة الصناعية الثالثة بالأحساء «واحة مدن» التي تم تهيئتها لاستثمارات وعمل المرأة أمام رجال الأعمال والمستثمرين للتأجير، يأتي ذلك بعد اكتمال كافة التجهيزات والترتيبات النهائية الخاصة بانطلاقة وتشغيل المدينة الجديدة في فبراير المقبل. وكشفت الهيئة خلال اللقاء الذي عقد صباح أمس «الخميس» وضم رئيس غرفة الأحساء وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء اللجنة الصناعية وأمين عام الغرفة مع عدد من المسؤولين في الهيئة ورجال الأعمال في المنطقة، عن تقديم عدد من الامتيازات والحوافز لأول 20 مستثمراً يتقدمون بطلب استئجار تلك المصانع. من جهته، أشاد رئيس غرفة الأحساء صالح العفالق بما تقوم به الهيئة من عمل متميز، موضحاً أن هذا الاجتماع يأتي ضمن الجهود الدؤوبة لمتابعة تنفيذ أهم توصيات منتدى الأحساء للاستثمار 2013، وأكد أن المدينة الجديدة هي الآن أقرب ما تكون إلى أرض الواقع بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم الدعم والمتابعة من سمو محافظ الأحساء والجهود المستمرة من «مدن» وكافة الجهات المعنية الأخرى، مبيناً أن «واحة مدن» بمساحتها البالغة 500 ألف متر مربع، ومناطقها الثلاث: تجارية، وصناعية وخدمية، ستكون باكورة الانطلاقة الاستثمارية الصناعية الحقيقية، لافتاً إلى موقعها الاستراتيجي وأسلوب تخطيطها وتنفيذها الاحترافي ما يؤهلها لتصبح وجهة مفضلة للمستثمرين، خاصة مع توافر عدد من الامتيازات والمزايا النسبية والحوافز المغرية للمستثمرين. فيما أكد عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة فهد العرجي، أن اللجنة وضعت أمر تمكين القطاع الصناعي الخاص في الأحساء في قمة أولويات برنامج عملها لأكثر من دورة، لذلك عملت بهمة كبيرة لدعم ملف إقرار وتنفيذ حاضنات صناعية عملاقة في الأحساء، وهو ما نتج عن تفاعل الأدوار بين كافة الجهات المعنية خاصة وزارة التجارة والصناعة و»مدن» وأمانة الأحساء، ما سيسهم في توسيع وتطوير وتنويع اقتصاد المنطقة خاصة في المجال الصناعي الذي تمتلك فيه مزايا نسبية عديدة. من جهته، أوضح مدير تطوير الأعمال في الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» طارق بن عبدالله الشهيب، أن واحة مدن ستكون مقسمة إلى ثلاث مناطق: صناعية «بمساحة 170 ألف متر مربع»، وتجارية «بمساحة 140 ألف متر مربع» وخدمية «بمساحة 120 ألف متر مربع»، مبيناً أنها ستكون مهيأة لعمل المرأة، بهدف استقطاب واستيعاب أكبر عدد من المشاريع الصناعية «النسائية»، موضحاً أن موقع المدينة المتميز وقربها من النطاق العمراني والسكني يضمن وصول النساء العاملات والموظفات في المدينة بكل يسر وسهولة. وبيَّن أن المصانع الجاهزة في المدينة والبالغ عددها في المرحلة الأولى 80 مصنعاً، ستكون بمساحة 1500 متر مربع للمصنع الواحد، مشيراً إلى أن تلك المصانع خضعت لدراسات وتصميمات عالمية نموذجية حديثة، حيث سيتم تأجيرها للمستثمرين بحساب إيجار للأرض وللمصنع، لافتاً إلى أن إيجار المصنع سيكون في حدود 200 ألف ريال في السنة على أن تكون هناك حوافز خاصة بأول 20 مصنعاً يتم التقديم لها واعتمادها، لافتاً إلى أن الصناعات الرئيسة المستهدفة في المدينة تضم عشر قطاعات من بينها التمور، الأدوية والمستلزمات الطبية، المنسوجات، المشالح، الذهب والمجوهرات، المواد الغذائية وغيرها، ويمكن قبول صناعات أخرى طالما كانت خفيفة ونظيفة. وأكد أن واحة مدن تتمتع بمزايا كبيرة وفرص عديدة، ليس أقلها قروض صندوق التنمية الصناعية التي تصل إلى 60% من تكلفة تمويل المشاريع الصناعية المزمعة وكذلك الموقع المتميز للمدينة وتوافر البنية التحتية الجيدة والخدمات النوعية والمصانع النموذجية الجاهزة التي توفرها «مدن» للمستثمرين والصناعيين، لذلك ستكون الفرصة مثالية لأخذ زمام مبادرة الاستثمار فيها والاستفادة من مزاياها وتحقيق انطلاقة صناعية قوية في الأحساء. وأشار الشهيب إلى أن الأحساء تحظى اليوم بعلامتين فارقتين على صعيد المدن الصناعية في المملكة هما: أكبر مدينة صناعية في السعودية، وهي المدينة الصناعية الثانية في الأحساء، بمساحة 300 مليون متر مربع، تعادل في حجمها ضعف مساحة واشنطن «دي سي» أي ضعف مساحة عاصمة الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما الثانية فهي أول مدينة صناعية مهيأة لعمل المرأة في المملكة، بمساحة 500 ألف متر مربع قابلة للتطوير لمساحة 2 مليون متر مربع.