أكثر من عام مضى منذ البدء في تنفيذ مشروع «تأهيل ورصف وتخصيص مواقف للسيارات» في شارع عائشة بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما-؛ ليتحول الشارع «20» ذو الاتجاهين إلى شارع بمساحة 8 أمتار، فأصبح يعرف لدى أهالي محافظة طريف باسم «أزمة شارع عشرين».وعلى الرغم من أن البلدية حاولت استدراك الخطأ الذي وقعت فيه بإيقاف المشروع رغم إنجاز جزء كبير منه إلا أن هذا الأمر زاد المشكلة سوءاً، الأمر الذي أثار امتعاض الأهالي عموماً وأصحاب المحلات التجارية خصوصاً؛ لما نتج عنه من اختناقات مرورية ينتج عنها كثير من الحوادث المتكررة، ولما نتج عنه من انعكاس سلبي على النشاط التجاري تضرر منه أصحاب المحلات التجارية بالشارع لضيقه، ولصعوبة حصول مرتاديه على مواقف لسياراتهم، بعد أن كان يعد بالسابق من أكبر الشوارع التجارية في المحافظة. «الشرق» زارت الشارع، والتقت عدداً من أصحاب المحلات والأهالي ومستخدمي الطريق. في البداية قال رجل الأعمال عبدالرزاق الحازمي: رصدنا في الفترة الأخيرة حالة من الفوضى والتخبط وتشويه للمنظر العام من نتائج تطوير شارع «عشرين» الذي انعكس سلباً على المستثمرين. فقد وجدنا عزوفاً من بعض الشركات التي لا ترغب أن تستأجر لفروعها فيه بسبب الفوضى واضطراب الحركة المرورية. وعلق محمود الزريع (صاحب أحد المحلات التجارية) قائلاً: وضعنا تعيس، فمنذ أن تم تضييق الشارع شلت تجارتنا، ولم يعد هناك وجود للزبائن لعدم وجود مواقف كافية. وأضاف: أصبحنا نسمع بالزبائن ولا نراهم، وقمنا بالتواصل مع المسؤولين من أجل إنهاء أعمال الشارع بأسرع وقت دون جدوى. مشيراً إلى أنه تم إنهاء نصف المشروع، وصدر قرار لاحق بإزالته مرة أخرى على الرغم من أنه لم يمض على المشروع إلا حوالي ثمانية أشهر تقريباً. وقال محسن البلعاسي الذي يقع منزله بالقرب من شارع عشرين إنهم في الحي يعانون من ضيق شديد أثناء مرور مركبات المواطنين العامة أو الخاصة بنقل البضائع للمحلات التجارية. وقال: لا يكاد يمر يوم إلا ونشهد وقوع حادث مروري. وبيّن البلعاسي أنه تمت مخاطبة المسؤولين، ووعدوا بالبدء في الأعمال ولكن ما نشاهده أنه تم تنفيذ نصف المشروع ولم يتم إكمال الجزء المتبقي منه. وعبّر أحمد الرويلي (معلم في إحدى المدارس القريبة من الشارع) عن تخوفه على أرواح الطلاب والطالبات، خصوصاً أن الشارع يقع بين أكبر مدرستين «بنين»، ويوجد أيضاً مدرسة «بنات» في الحي. واستغرب الرويلي من تخطيط المسؤولين للشارع، فبدلاً من أن يكون التطوير نعمة أصبح نقمة علينا، من خلال العبث بهذا الشارع وعدم إكماله. مطالباً بتقييم الجهات الرقابية، وأن تشرف على التخطيط الهندسي ليتوافق مع متطلبات الشارع والخطط المستقبلية. من جانبه ذكر ل «الشرق» رئيس لجنة المشاريع والشؤون الفنية في المجلس البلدي عبدالله المنفي المرعضي أن البلدية لم تطلب من المجلس مناقشة المشروع قبل البدء فيه قبل عامين. وأضاف: لم يكن لدى المجلس أي خلفية عن المشروع، وأنه طالب بإيقافه وإيجاد حلول بديلة. وقال المرعضي: عقدت جلسة قبل شهرين، واقترحنا أن يكون الشارع باتجاه واحد. لوجود ضرر بسبب الزحام والتضييق الذي حصل فيه من تعطل حركة السير، ووجهنا خطاباً للبلدية بتقديم حلول مقترحة. وأضاف: أستغرب أنه لم يتقدم أحد من المواطنين أو أصحاب المحلات التجارية لنا بشكوى على الضرر الذي لحق بهم، وقال: نحن في المجلس لانزال ننتظر وعد البلدية قبل شهرين بإرسال حلول مقترحة. أما رئيس بلدية طريف المهندس الظمني الرويلي فقد كشف ل «الشرق» أن الشارع كان له تصميم سابق 8م سفلتة والباقي مواقف سيارات وأرصفة، وكان اجتهاداً من الإدارة السابقة ولم ينجح. وأكد الرويلي أنه تبين له بعد تسلمه رئاسة البلدية مؤخراً، وبعد تذمر كثير من المواطنين من ضيق مسار الشارع المسفلت أنه تم إعادة تصميمه بتعديل مسار السفلتة إلى 12م والباقي مواقف وأرصفة. مشيراً إلى أنه لم يتمكن من إجراء تعديل كامل على المشروع كونه تم الانتهاء من تنفيذ أعمال الجهة الشرقية ويصعب تعديلها، وتم تدارك الجهة الغربية منه؛ لأنه لم يتم تنفيذ أكثر من 30% من الأرصفة. وتمنى أن يكون اجتهاده في التعديل السريع مناسباً رغم ضيق الوقت المتبقي من انتهاء مدة المشروع، ويترتب على ذلك بعض المسؤولية الشخصية.