عرضت لجنة التصوير والأفلام في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، أمس الأول، فيلمين قصيرين، من إخراج المخرج السعودي مجتبى سعيد، حمل الأول عنوان «كفاحي» والثاني «حياة»، وقدم الأمسية طارق خواجي. وأوضح مخرج الفيلمين أنهما عبارة عن مشروعين مقدمين للمعهد، مبيناً أنه قدم الأول «حياة» وبعد نحو عام قدم الآخر «كفاحي»، مضيفاً أن طاقم التصوير والممثلين من الهواة ومن طلاب المعهد. واضطر المخرج إلى ترجمة الفيلمين، أحدهما إلى العربية «كفاحي» والآخر إلى الإنجليزية «حياة»، خاصة أن اللغة في الفيلمين ألمانية. ويطرح فيلم «كفاحي» قضية اندماج الجيل الثاني من أبناء المهاجرين إلى ألمانيا، وكيف أنهم يعدون أنفسهم ألماناً قبل أي شيء آخر، فيما يطرح الفيلم الآخر قضية البحث عن هواية وسط صراعات دينية وفكرية، وإن لم يعبر الفيلم عن ذلك في شكل صريح إلا أن حبكة الفيلم تتجه إلى مثل هذا الاستنتاج. ويرجع مجتبى سعيد توجهه للسينما إلى ما يشبه الصدفة، مبيناً أنه كان يفكر في دراسة المسرح أو السينما، كما عمل فيهما أيضاً قبل أن يقرر دراسة صناعة السينما. وذكر أن الهدف من فيلم «كفاحي» أن يشاهده العالم أجمع وليس موجهاً إلى الألمان فقط، وإن كان يحكي تفاصيل تخص المجتمع الألماني، لكنها بشكل عام تنطبق على جميع المجتمعات، وبخاصة قضية اندماج المهاجرين وقبول السكان الأصليين لهم، وهي قضية تعاني منها المجتمعات كلها، وليس حصراً في مجتمع واحد. وبيَّن أنه كمخرج أجنبي في ألمانيا يرى أموراً تختلف عن رؤية الألمان لها. وعن تجربة الدراسة والإقامة في برلينوألمانيا، تحدث مجتبى سعيد ل(الشرق) قائلاً: «برلين اليوم، قبلة الفن الجديدة في أوروبا وفيها تذوب وتُولد اتجاهات سينمائية وفنية متجددة، لذلك أجدني اليوم محظوظاً بأن تكون ولادتي الفنية وولادة فيلمي الأول «حياة» في برلينوألمانيا ككل، حيث التاريخ المهم للسينما الأوروبية بدأ من هناك». وعن نيته العمل في السعودية، أوضح المخرج السعودي أنه أخرج فيلماً واحداً في المملكة عام (2012) وسيرى النور قريباً، على إحدى الشاشات العربية الكبيرة. وعن رأيه في السينما السعودية، وحركة الشباب السعودي في السينما اليوم، يجيب مجتبى: «هنالك وعي عالٍ لدى النخبة الفنية من شباب السينما السعودية، وأيضاً هنالك تجارب مهمة، ومن خلال اتصالي الوثيق بحراك الشباب السينمائي، أرى أن هنالك أفلاماً سعودية ومخرجين فيهم من النضج ما يعد بولادة أفلام متفوقة رغم شح الإمكانات. وعن جديده السينمائي، قال سعيد: أكتب حالياً سيناريو فيلم حول شاب سعودي يصل إليه نبأ وفاة أمه الألمانية، فيضطر لمغادرة السعودية للذهاب لألمانيا للتكفل والقيام بمراسيم الدفن والتشييع في ألمانيا، حيث تبدأ الأحداث. وكانت تجربة مجتبى سعيد السينمائية التي انطلقت في برلين مع إخراجه فيلم «حياة» نهاية العام 2011، قد فاجأت النقاد في برلين والخليج العربي، خاصة بعد مشاركة الفيلم، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي، وليس على أفلام الهامش، كما يحدث مع أغلب المبتدئين. لينتقل الفيلم إلى أكثر من مهرجان دولي وتطلبه قناة BBC العربية لعرضه، في برنامج (سينما بديلة)، حيث سيبث قربياً كأول فيلم سينمائي إبداعي سعودي يشارك في هذا البرنامج المتخصص. ويطرح الفيلم مشكلة الهوية بشيء من الصدمة، ليس للمسلمين بل للغرب وهو يروي حكاية فتاة مسلمة تُطرد من بيتها لتعلقها بشاب ألماني (لا ديني) لتفاجأ بأن هذا الشاب بعد مدة يعتنق الإسلام وينخرط في البيئة المتطرفة. وكان مجتبى قد أمضى ما يزيد على السبع سنوات في ألمانيا قضى معظمها في العاصمة برلين قبل أن ينتقل للدراسة في معهد بادن فوتنبرغ، الذي يصنف من أفضل المعاهد السينمائية في أوروبا والمدعوم من قبل الدولة الألمانية. واختير المعهد قبل بضع سنوات كأفضل معهد سينمائي في العالم حسب التصنيف السنوي لمجلة (هوليوود ريبورتر)، إلى جانب حصد طلبته خمس جوائز أوسكار في مهرجان أوسكار عن فئة الطلاب. أما عن كيفية قبوله، فيشير إلى أنها كانت صعبة جداً، كون الطالب الذي سيقبل يكلف المعهد مبالغ طائلة جداً، لذلك لا مجال لأي اعتبار لدخول المعهد غير المعيار الفني.