كشفت عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى النجف بعد إعلانه اعتكافه السياسي نوعاً من إعادة رسم التحالفات قبل خوض الانتخابات المقبلة، وتؤكد مصادر برلمانية ل «الشرق» أن هذه التحالفات بتأثير إيراني- أمريكي تؤكد على أن التغيير لابد وأن يكون عبر صناديق الاقتراع، مشيرة إلى اجتماع تنسيقي عقده قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق بريت ماكقورك لإعادة بناء التحالف الوطني برغبة إيرانية فيما تشدد السفارة الأمريكية على أن التحالف الوطني لابد وأن يتجاوز الأخطاء السابقة ويرشح شخصية تتناسب مع الرغبة الملحة بالتغيير. من جانبه، نفى حيدر الموسوي، مسؤول المكتب الإعلامي في حركة المؤتمر الوطني، بزعامة أحمد الجلبي علمه بوجود الجنرال سليماني في بغداد، مشيرا في حديثه ل «الشرق» إلى أن التحالفات البرلمانية لا يمكن أن تبدأ قبل ظهور نتائج الانتخابات، وإعادة تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر لتسمية رئيس الوزراء. ويؤكد الموسوي على أن الناخب العراقي لا يتأثر بالضغوط الخارجية، بل ينحصر مثل هذا التأثير على الكتل والقيادات السياسية فقط، وهذه القيادات لا يمكنها الوصول إلى تحالفات مستقبلية للسنوات الأربع المقبلة إلا بعد ظهور نتائج الانتخابات، مما يجعل نتائج صناديق الاقتراع هي المقياس والدليل لأي تحالفات مستقبلية تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر. وأشار الموسوي إلى أن أي نتائج متوقعة أو مرجحة لم تظهر بعد، كون أي مقياس للرأي العام لم تعلن نتائجه، وليس هناك استطلاعات علمية للرأي العام العراقي، لكن اقتناع الشارع الشعبي بتوجيهات المرجعية الدينية واحترام مواقفها الداعية إلى التغيير يمكن أن تؤدي إلى ظهور مثل هذه الميول الشعبية سريعا بعد الإعلان عن البرامج الانتخابية ومنها برنامج كتلة المواطن التي يشارك فيها المؤتمر الوطني، بما يولد القناعات الانتخابية بمن هو الأصلح للحكم في المرحلة المقبلة. من جانب آخر، أشارت ذات المصادر البرلمانية العراقية في حدثيها ل «الشرق» إلى أن المشاورات الجارية لإعادة تشكيل التحالف الوطني تؤكد رغبة ائتلاف دولة القانون بتسمية المالكي رئيسا للوزراء لولاية ثالثة، وسط معارضة واضحة من كتلتي المواطن بزعامة المجلس الإسلامي الأعلى وبمشاركة المؤتمر الوطني، ومن التيار الصدري، موضحة «سعى الجنرال سليماني إلى طرح فرضيات واضحة عن نتائج الانتخابات، في خطوط متوازية تنتهي كلها بإعادة بناء التحالف الوطني كمؤسسة سياسية تسمي رئيس الوزراء المقبل من الكتلة التي تحصل على أكبر عدد من مقاعد البرلمان». لكن النائب مشرق ناجي رئيس كتلة الأحرار النيابية شدد على أهمية التنافس بين المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة في ضوء المشاريع والبرامج التي تخدم المواطن لا على الأمور التي تهدف إلى التسقيط السياسي». في المقابل، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون صادق اللبان «عن وجود اتفاق مبطن بين الكتل السياسية التي حضرت جلسة مجلس النواب، الأربعاء، وهي «التحالف الكردستاني والمواطن والأحرار ومتحدون»، للتحالف مستقبلا، لتشكيل حكومة أغلبية بعد الانتخابات البرلمانية القادمة واستبعاد ائتلاف دولة القانون منها».