انضمت القرم إلى روسيا إثر توقيع اتفاق أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الجدد لشبه الجزيرة الواقعة في جنوبأوكرانيا كما أعلن الكرملين في بيان. وقال الكرملين إن «جمهورية القرم تعتبر ملحقة باتحاد روسيا اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق». ووقّع بوتين قبل دقائق من ذلك الإعلان مع القادة الجدد الموالين للروس في القرم اتفاقاً في الكرملين أمام مجلسي البرلمان وحكام المناطق وأعضاء الحكومة الروسية؛ لضم شبه الجزيرة. ورغم أن الوثيقة دخلت فوراً حيز التنفيذ إلا أنه لا يزال يجب أن يصادق البرلمانيون الروس على قانون يضم القرم ومدينة سيباستوبول التي تحظى بوضع خاص إلى اتحاد روسيا. ولم يحدد موعد هذه المصادقة بعد، وهي تعتبر إجراء شكلياً. ويأتي توقيع الاتفاق بعد خطاب ألقاه الرئيس الروسي في الكرملين غلبت عليه النزعة الوطنية، وتضمن انتقادات شديدة للغرب. وقال بوتين في خطابه أمام أعضاء البرلمان وحكام المناطق وأعضاء الحكومة «في قلوب وعقول الناس، القرم كانت وتبقى جزءاً لا يتجزأ من روسيا»، وذلك بعد يومين على الاستفتاء في شبه الجزيرة الأوكرانية أيد خلاله الناخبون الانضمام إلى روسيا. من جانب آخر اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغربيين «تجاوزوا الخط الأحمر» في الأزمة الأوكرانية. وقال إن «الغربيين تجاوزوا الخط الأحمر وتصرفوا بشكل غير مسؤول». كما ندد بشدة بالغربيين الذين اتهمهم باعتماد «شريعة الأقوى» و«تجاهل القانون الدولي». بدورها، احتجت أوكرانيا على ضم جمهورية شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، يفجيني بيربينيس، أمس «لا نعترف أبداً بما يسمى استقلالاً، ولا بما يسمى باتفاق القرم مع الاتحاد الروسي». وتابع المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية: «نحن نتوجه إلى كل الدول المسؤولة والمنظمات الدولية بالدعوة إلى اتخاذ تدابير فاعلة ضد العدوان». من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، أمس، عن وقف صادرات السلاح البريطاني إلى روسيا، وإلغاء التعاون العسكري مع الجانب الروسي حتى إشعار آخر. وأعلن هيج عن إلغاء تدريب بحري عسكري بين البلدين كان من المخطط القيام به. وأشار الوزير البريطاني إلى وجود «الخطر الكبير» لحدوث استفزاز وتصعيد عسكري في الجمهورية السوفيتية السابقة. وأضاف هيج إن من المهم زيادة الضغوط على روسيا، قائلاً إن بلاده ستعمل على إقرار «إجراءات مشددة» وذلك خلال المفاوضات التي ستجرى في المجلس الأوروبي بشأن فرض عقوبات على روسيا. واختتم هيج تصريحاته بالقول إن الأزمة في أوكرانيا تعد «أصعب اختبار حتى الآن للأمن الأوروبي في القرن الحادي والعشرين».