ناشدت «نوال الجارودي» كاتبة نصوص أناشيد الأطفال، من خلال أنشودة «من حقي الأمان»، المجتمع وقائدي المركبات باسم الطفولة بأهمية التقيد بالأنظمة المرورية واجتناب المخالفات التي كانت سبباً في معاناة كثير من الأسر، لِمَا تركته من خسائر في الأرواح. «الجارودي» وقفت صباح الأحد قبل الماضي خلف كواليس مسرح فعاليات أسبوع المرور الخليجي الموحد في سيهات بمحافظة القطيف تراقب أداء فرقتها الصغيرة بقيادة المنشدة زهراء شرفونا، تقول ل«الشرق» إنَّ أنشودة «من حقي الأمان» رسالة قدمها أطفال رياض القطيف الرائدة لتنمية الوعي المروري عند الأطفال، ولتلافي وقوع الحوادث المرورية، وقُسمت الأنشودة إلى ثلاثة مقاطع، الأول يحكي عن إرشادات صعود الحافلة، والثاني حول عبور الطريق، والثالث رسالة للأب بضرورة التنبه لتعليمات السلامة المرورية. وتضيف أنَّ إدارة مرور محافظة القطيف تواصلت مع إدارة رياض الأطفال؛ لاختيار رياضنا لتقديم أنشودة حفل الافتتاح الذي رعاه المحافظ خالد الصفيان، بدأنا في اختيار الأطفال سريعي الحفظ وجيِّدي الأداء، وتم تدريبهم في حدود الأسبوع تقريباً؛ حتى أننا تدربنا يومي الإجازة الأسبوعية من أجل إتقان الأدوار والحركات على المسرح. «الجارودي» تخصص لغة عربية من كلية الآداب في الدمام، اتخذت من عالم الأطفال طريقاً للبدء في كتابة نصوص الأناشيد، تروي قصة مرورها لهذا العالم قائلةً: بدأتُ تقريباً بإنتاج الأناشيد صوتياً من خمس سنوات بنشيد لرياض الأطفال الرائدة كوني مشرفة الأنشطة بالتعاون مع فجر الإسلام، وذلك بعد أن أدركت مديرتها أني أكتب شعراً طلبت مني نصاً لأنشودة خاصة بالرياض يحمل اسم «رائدة»، ومن هنا بدأتُ؛ فأنا أعود لها بعد الله تعالى وكان لها الفضل في فتح الباب ليّ.وتواصل: تتابعت إنجازات الرياض؛ لأننا كل عام خلال الخمس سنوات الماضية نكتب نشيداً أو (أوبريت) لفعاليات ومناسبات لمكتب التوجيه والإشراف في القطيف يكون له صداه وأثره المتميز في كل محفل، ومن أوبريت «دانات في بحر الطفولة» لنشيد «هدية السماء» ثم أوبريت «ربيع الطفولة» العام الماضي؛ حتى نشيد «من حقي الأمان»، ومن بينها أناشيد كثيرة لحفلات تخرج الأطفال ولمكتبة عالمي الجميل. وعن سبب اختيارها هذا العالم الصغير، تلفت إلى أنه من العوالم المحببة لها؛ فأنا أهوى كتابة الشعر ومن خلاله أوجه للطفولة بعض الرسائل الهادفة؛ لأني قريبة منهم جداً، ولأنهم طاقة جبارة من الجمال الروحي، وألوان الطبيعة، لهذا أنا أكتب وأعبر بأحاسيسهم النقية. ونوهت إلى أنها تعتزم إصدار أول مجموعة قصصية تحمل عنوان «لولو والسلامة المرورية»، مشيرةً إلى أن المجموعة انتهت حالياً من مرحلة التصميم، وهي من الإصدارات التي تُعنى بالسلامة عبر شخصية محورية. وبين اختلاف العوالم بين عالم الطفولة البريئة والعمل الصحفي، ترى «الجارودي» أن تحرير مادة صحفية أبسط بكثيرٍ من كتابة أنشودة وأبيات شعر؛ لأن التحرير الصحفي مجرد من الذات ومن العواطف والأحاسيس، عكس الشعر والنشيد الغارق في مظاهر العواطف والانفعالات المرهفة، التي لا تخلو من أساسيات أوزان الشعر العربي والصور الأدبية، وفق أسس اللغة العربية. وتسعى «الجارودي» إلى البحث في علوم الشعر لتطوير مهاراتها الشعرية والارتقاء بصوره وأخيلته، للوصول إلى أعلى المراتب، إلى جانب الدخول في المسابقات الأدبية الخاصة بالشعر. وعن أعمالها القادمة، تقول: حالياً لي أوبريت تخرج لمدرسة الخطيب البغدادي الثانوية للبنين، ووصل إلى خطوات متقدمة في التلحين والتوزيع، لافتةً إلى أنها تعاونت مع المنشد ميثم توفيق ورسل للإنتاج الفني في تقديم نشيد باسم «القطيف» في رثاء الطفلة تقي الجشي التي استشهدت في العراق محرم الماضي. وتتابع: تعاونت مع فرقة «فجر الإسلام» والمنشد عباس الصادق، ولنا أناشيد عديدة مع رسل للإنتاج الفني، إلى جانب أنمار ميديا والمنشد أيمن التاروتي، ومع مسابقة سيدة الأخلاق في حفل تتويج سيدة جمال الأخلاق بأوبريت «درب المكرُمات»، كما شاركت خلال الفترة الماضية مع جمعية العطاء في مهرجان «بيئتي خضراء» في حفل الافتتاح. ويبدو أن «الجارودي» لا تقف عند حد كتابة أناشيد الأطفال والغناء باسم الأصحاء؛ فحسب..! بل إنها شاركت في تأسيس أول مركز لأطفال التوحد في القطيف «مركز تواصل» التابع لجمعية القطيف الخيرية، وكانت طوال العامين ونصف العام تقريباً مساعداً إدارياً للجنة التوحد؛ حتى أصبح الآن من أكثر المراكز تميزاً ويضم نخبة من الاختصاصيات والمربيات.