على الرغم من إصابته بمرض السرطان أكثر من ثلاثة أعوام، إلا أن مدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي الصفا الوطني رضا الجنبي كافح وسجّل اسمه بأحرف من نور في تاريخ الرياضة السعودية، وقاد فريقه إلى التأهل إلى دوري ركاء للمحترفين في الموسم المقبل بعد أن حل وصيفاً لدوري الدرجة الثانية خلف نادي الفيحاء. وكانت قصة نجاح الجنبي مع فريق الصفا بدأت قبل أكثر من أربعة مواسم التي قاد فيها الفريق لدوري الدرجة الثانية في موسمه الثاني على التوالي لأول مرة في تاريخه، بعد أن قاد فريق النور في مواسم سابقة مرتين، إلا أن طموحه هذه المرة أصبح أكبر، بعد أن اجتهد وبنى فريقاً يمزج بين العناصر الشابة والخبرة ويقود الفريق لإنجاز تاريخي بالتأهل لدوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخ النادي. ويعتبر الجنبي واحداً من أفضل المدربين الوطنيين المغمورين في المنطقة الشرقية، فهو بدأ مسيرته كلاعب في نادي مضر، ثم قاد الفريق كمدرب، وتنقل لتدريب عدة أندية مثل الخويلدية والترجي والنور قبل أن ينتهي به المطاف في نادي الصفا. وقال إداري الفريق علاء آل إبراهيم ل «الشرق»: «إن المدرب له اليد الطولى في تأهيل وإعداد الفريق والمساهمة في صعوده من الثالثة إلى الأولى خلال أربعة مواسم فقط، بعد أن ضحى بصحته ووقته من أجل الفريق»، وأضاف «بدأت معاناة المدرب قبل ثلاث سنوات وبعد صعود الفريق لدوري الدرجة الثانية، أثناء اختباره للحصول على شهادة التدريب الآسيوية A، التي أقيمت في الرياض، وأجرى عملية جراحية، ثم غادر للعلاج في لندن، وبعد فترة النقاهة، عاد ليقود تدريبات الفريق، وقد أبلغنا عدة مرات بنيته بترك الفريق، إلا أن اللاعبين رفضوا وجود أي مدرب آخر؛ لأنه كان بالنسبة لهم أكثر من الأب، حتى لو كان وجوده على دكة البدلاء فقط، وكانوا يقاتلون من مباراة لأخرى لتحقيق الحلم الذي يراودنا جميعا، وهو ما تحقق، وكنا نمني النفس بتحقيق الدرع، ولكن قدر الله، وما شاء فعل». وأكد آل إبراهيم «أنه لا توجد أي كلمة أو فعل تُوَفِّي مثل هذا الرجل حقه بعد كل التضحيات التي كان يقدمها ويتحامل فيها على نفسه، ونحن نرفض حضوره في بعض المباريات إلا أنه كان يصر على الوجود الدائم معنا، وهو يستحق تكريماً كبيراً وخاصاً يليق بما قدمه»، وأضاف «نحن مازلنا متمسكين به لقيادة فريقنا في الموسم المقبل، ولكن هذا الأمر يعتمد على رغبته وصحته التي تهمنا في المقام الأول، وإن شاء الله تتكلل جهودنا في النادي وجهود رعاية الشباب في تكفل الدولة بعلاجه في الخارج لكونه ثروة وطنية تستحق الوقوف معها».