تعلو صيحات الحرية، تتلوها هتافات لنيل المجد، وحين الناس يبيتون، يرددون: الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر ولله الحمد. أيها الشعب العربي السوري العظيم، يا شعبي الحر، يا شعب الكرامة، يا شعب الصمود والتحدي، هكذا عرفناكم، وهكذا أثبتم حينما ظن الواهمون أنكم استكنتم، أثبتم للعالم أجمع أنكم أحفاد خالد في الذكاء، وأحفاد معاوية في الدهاء، وأحفاد علي بالتقوى، وأحفاد الشيخين في الصلاح (رضي الله عنهم أجمعين). كنتم وما زلتم راية العلم، وراية المجد، وراية البطولة، ضربتم مثالا في البطولة سيدرّس في أكبر الجامعات وأرمقها، أنتم.. نعم أنتم وليس غيركم.. تصدى لأعتى نظام شهدته البشرية على مر العصور. أنتم مثالنا.. وأنتم قادتنا.. فتيقنوا أنكم منتصرون لأنكم في سبيل الله ماضون.. وعلى درب نبيه صلى الله عليه وسلم سائرون.. فلا تهنوا ولا تحزنوا. هل حسبتم أن تنالوا الجنة، والبطولة دون تضحية، (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين). أم أنكم قد حزنتم لموت بعضكم، ألم تعرفوا أن للظالم ساعة لا تسبقها ساعة؟ بل هو قدر محتوم! فليكن شعاركم يا إخوتي دوما (نطلب الموت لتوهب لنا الحياة)، أنتم منتصرون في حالتين لا ثالثة لهما، إن عشتم فقد أبليتم وأريتم ربكم صنعا حسنا، وإن متم فأنتم عند ربكم أحياء (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء... الآية).