بالتأكيد لن تكون أمريكا وروسيا والصين والهند. لن تكون الدول. لن يكونوا السياسيين الكذابين والعسكريين المعتوهين. أسياد المستقبل هم من صنع عالم الديجتال؛ (جيف بيزوس) إمبراطور الأمازون، والثنائي المرح موجدا الجوجول (سيرجي برين) و(لاري الصفحة) (بيج = Page) وأبو (الفيس بوك) (مارك جبل السكر) (Zuckerberg)، والأخير الرابع تيم الطباخ (Cock تيم كوك) ملياردير آبل (Apple) برمز تفاحة جنة المعرفة، وصاحب الآي فون الذي ضرب الرقم القياسي في ثروته فحلق فوق قمم البنوك بمبلغ 360 مليار دولار، ما هو أضخم من ميزانية دولة، مما يبكي عليه قارون بذاته، ويتحسر على قسم منه خوفو العظيم صاحب أعلى هرم، بخزائن لا تحمل مفاتحه العصبة أولي القوة من الرجال، بل بطاقات المغناطيس وأرقام الديجتال البنكية بدون حبر وورق بل نقش على الهواء! ما زلت أذكر إمبراطور الأمازون الذي يراجعه في الطلبات يوميا ملايين الطلبات، بحيث يطمح الرجل أن يحطم أسواق السوبر ماركات، ويحمل البضائع من كل صنف زوجان من المصنع إلى البيت، وأتذكره جيدا حين أٌقدم على شراء مخطوطة أرخميدس التي حافظت على نفسها ألفي سنة، وانتهت إلى يد رجل فرنسي، وقيل أنها تسربت سرقة من كنيسة قديمة في القدس، أصلها جاء من راهب متعصب عالج الجلد ورسم خطوطا من الترتيلات والخزعبلات فوقها وهي مخطوطة عبقرية في الرياضيات من أجمل ما خطتها يد إنسان. أقدم بيزوس على شرائها على الرغم من ملاحقة رئيس كنيسة القدس لها، ودخوله المزاد العلني للظفر بها، إلا أن سيد الأمازون دفع السعر صعودا حتى 2.3 مليون دولار، واشترى المخطوطة، ولو زادوا لزاد. فهذا هو سيد المستقبل الأول. أما تيم الطباخ (كوك) فهو يمثل الإمبراطورية التي تطورت من الماكينتوش وهو يمثل (المعرفة المتنقلة) بدمج الموبايل مع النت، مقابل إمبراطورية الأمازون (كل شيء تحت التصرف). ويأتي سيد المستقبل الثالث مارك جبل السكر الذي فجر الثورات العربية بالفيس بوك تحت شعار (الشفافية الكلية) فقد ارتفعت ثروته في سبع سنين من الصفر إلى مائة مليار دولار و800 مليون عضو. وأما سيدا الجوجول فقد قدموا (المعرفة الكلية) للجنس البشري ويطلب يوميا مليار من الأنام على وجه الأرض سؤالا عن مجهول في أي لغة فيأخذ الجواب بما يعجز عنه الإنس والجان «فبأي آلاء ربكما تكذبان».