لم تستسلم (أم عبدالله) لمرض ابنيها، فصبرت وتجرعت العناء لإيصالهما لهذه المرحلة، حصلت على جائزة الأم المثالية مرتين متتاليتين من مركز التوحد الخاص الذي يدرس به ابنيها، وتلقت عدة دورات وطورت من نفسها لأجلهما. وحكت (أم عبدالله) معاناتها منذ عدة سنوات عندما تزوجت وهي صغيرة السن ورزقت بأربعة أولاد وبنت واحدة، وابنها الأكبر كان مصابا بفرط نشاط في الحركة في طفولته والآن لديه صعوبة تعلم، وابنيها الآخرين أحدهما مصاب بسمات توحد والآخر يعاني من توحد متوسط أما الابن الأصغر فمصاب بفرط نشاط أيضاً، قالت ” المركز له دور كبير في وصول ابنيّ بندر وبدر لهذه المرحلة إضافة إلى المجهود الذي بذلته لإيصالهم لما هما عليه الآن، فقد طورت من نفسي وحصلت على عدة دورات في صعوبات التعلم والسلوك وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى قراءتي للعديد من الكتب عن هذه الأمراض، فلله الحمد ابني بندر المصاب بسمات توحد استطعت أن أدمجه بالمجتمع بجميع الطرق وأعلمه القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وأساسيات الكمبيوتر، وهو يحفظ جزء عمّ ونصف جزء تبارك، أما بدر فلدية توحد متوسط وحالته أصعب من أخيه ورغم ذلك لم أهمله فهو يحفظ نصف جزء عم ويعرف الحروف والأرقام ولكن لا أستطيع دمجه بالمجتمع لأن اللغة التعبيرية معدمة رغم أن اللغة الاستقبالية لديه ممتازة فهو يستقبل فقط ولا يستطيع التعبير والتحاور”. ونظمت (أم عبدالله) جدولا خاص بأبنائها في إجازة الصيف، وحرمت نفسها الخروج والتمتع كبقية النساء، فكرّست وقتها لتطوير وتعليم أبنائها، ومحاولة خلطهم بالمجتمع فبذلت مجهودا نفسيا وماديا من أجل وصول أبنائها لأعلى المستويات، مضيفة ” قسّمت وقتي ما بين بيتي وزوجي وأبنائي، فقد نظمت جدولا خاصا بهم في أيام الدراسة وحتى في الإجازات الرسمية، بالإضافة إلى أنني عملت غرفة كاملة بالمنزل مجهزة بأدوات التدريب والتأهيل والحاسوبات الخاصة لتعليمهم، وأعمل لهم حلقات يومية مع بقية إخوتهم لقراءة القرآن وتعلم القراءة والعمليات الحسابية ليتعلموا منهم بالمحاكاة والتقليد وليسهل علي تعليمهم ودمجهم ببعض”. جانب من غرفة التدريب الخاصة بهما (تصوير: وعد العايد)