بدأ الفنان نبيل شعيل حياته الفنية بأغنية «سكة سفر»، بخامة صوتية فريدة من نوعها. كان ذلك في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وبهيئة موسيقية وغنائية مُبدعة حركت «سكة سفر» أشجان المتذوقين للفن الجميل من مختلف الأقطار العربية، والعمل للشاعر عبدالله اللطيف البناي، أما اللحن فللراحل راشد الخُضر. وكان للأغنية مفعول فوري للتعريف باسم نبيل شعيل. وتميز شعيل بنبرة صوتية فريدة كانت سلاحه الجميل للمُضي قدماً في دنيا الغناء، شاقاً طريقه بجمالية مُترفة، فقدم فواصل غنائية متنوعة، منها «أنا منساك»، و»يا شمس»، ذات النمط المغاربي، التي أعطته أبعاداً أخرى للنجاح والتألق، فقدم «من أكون»، و»منهو أنت»، و»عينك على مين» باللهجة المصرية البسيطة، والقريبة من القلب، التي كانت مفتاحاً ثميناً للوصول إلى قلب كل مصري استمتع لهذه الفواصل الغنائية الجميلة والخفيفة، حتى أسموه ب»بلبل الخليج»؛ إيماناً بموهبته التي تأكدت بعد ذلك بحزمة الأعمال الفنية التي جعلت منه اسماً رناناً في ميادين الغناء العربي، واتضح فيها أن بلبل الخليج يعشق التجديد في كل خطوة، وعُرف عنه تقديم الألوان الخفيفة، بخصائص موسيقية عالية ومُتقنة، واهتمامه بالعناصر الشابة، على صعيد الكلمات والألحان، فكوَّن ثلاثياً فنياً مع الشاعر خالد المريخي، والملحن مشعل العروج، فقدموا إبداعاً مشهوداً في أعمال كثيرة، منها «راحت وقالت»، و»أما كذا والّا بلاش»، و»ما أروعك»، و»قولوا لها»، وغيرها. بالإضافة إلى أعمال أخرى من ألحان العروج، ومن كلمات شعراء شُبان آخرين، مثل «ما أنساك أنا»، و»كذبوا»، و»طبعاً غير». وكانت هذه الفترة هي الأشهر والأنجح في المشوار الفني لنبيل؛ ما أوصله إلى أبرز المهرجانات العربية والخليجية، لتتسع قاعدته الجماهيرية، وإن كان أعقب ذلك انحدار على المستوى الفني له، بفعل ظروف مختلفة، من أهمها الانفصال المؤقت بينه وبين مُهندس أعماله الناجحة في ذلك الحين، مشعل العروج؛ ما جعل كثيراً من الأقاويل تُشير بأنه فقد خصائصه الفنية بابتعاد العروج عنه. قدم بعدها عدداً من الألبومات من دونه، لكنها لم تكن بالمستوى المُنتظر على صعيد الاختيارات، الذي جرب فيها أنماطاً فنية مختلفة، مع عدد من الملحنين الشبان، لم تأت بالنجاح المنتظر منها، بالرغم من احتفاظه بالخط الغنائي الذي سار عليه في عقد التسعينيات، حتى ظن عدد من متابعي مشوار نبيل أنه قارب على النهاية، إلا أنه دحر هذه الأقاويل بعودة قوية، من خلال تنظيم التعاون المتميز مع الملحن فايز السعيد، بفضل عمل «مولاي»، الذي نال إشادات كبيرة؛ ما دفعه إلى اكتشاف عناصر شابة وجديدة على صعيد التلحين والموسيقى، تواءم فكرهم مع فكره ومختاراته، أمثال فهد الناصر، وماجد المخيني، ومحمد بودلة، الذين أنتجوا إبداعاً مشهوداً معه حتى هذا اليوم، وآخرها كان ألبومه 2012.