أثارت تصريحات وزير خارجية إيران الأسبق، علي أكبر ولايتي، حول ضرورة الوحدة بين العراقوإيران وربطها بسوريا ولبنان ك «حالة بناءة ومصيرية في المنطقة»، كثيراً من ردود الأفعال في المشهد السياسي العراقي. وكشفت مصادر برلمانية مطلعة ل «الشرق» أن مثل هذه التفاهمات تأتي على قناعة من فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، بأهمية تطوير العلاقات «الميليشاوية» بين هذا الفيلق وعددٍ من الأحزاب السياسية في المنطقة، لاسيما الأحزاب التي خرجت من معطف ولاية الفقيه خلال معارضتها نظام حكم صدام حسين وحزب الله اللبناني، استعداداً لمرحلة عمل سياسي على خلفية المفاوضات بين واشنطنوطهران لحل ملف إيران النووي. ومن المقرر أن يتوجه وفد نيابي عراقي إلى طهران لبحث مشروع الوحدة السياسية والاقتصادية بين العراقوإيران على أن تلتحق بهما لاحقاً سوريا ولبنان لإحالته فيما بعد إلى القيادات السياسية تمهيداً لإعلان الوحدة بعد توفير مستلزماتها على الصعيدين القانوني والسياسي. لكن النائب عن القائمة العراقية، محمد إقبال، أكد أن مجلس النواب العراقي لا علم له بمثل هذا المشروع، معتبراً أن مناقشة أي أفكار عن الوحدة ينبغي أن تُطرَح على أعلى المستويات سواءً في مجلس النواب والحكومة. وجاءت تصريحات ولايتي في كلمة له أمام منتدى حول العلاقات الإيرانية- العراقية نُظِّمَ في طهران الأسبوع الماضي بإشراف مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص النظام الذي يترأسه. وكشف ولايتي في كلمته عن «نية بلاده إنشاء مثل هذا المحور» المثير للجدل لطبيعته المذهبية وتوقيته في ظل ظروف إقليمية متأزمة. وترى مصادر سياسية عراقية في حديثها ل «الشرق» أن إيران تريد توظيف نفوذها على إقليم كردستان العراق أولاً ومن ثم على الأحزاب الشيعية التي ما زالت ضمن معطف ولاية الفقيه حتى من دون الإفصاح المباشر، مروراً بالنظام السوري وانتهاءً بحزب الله اللبناني. وتعتقد المصادر أن هذا الطرح يستهدف التأسيس لما يسمى «الهلال الشيعي». وفي تصريحات صحفية حول هذا الموضوع، نفى النائب عن ائتلاف دولة القانون العراقي، علي الشلاه، نية بلاده أو رغبته في دخول أي محور ضد آخر، وقال إن بغداد تحرص على العلاقات المتميزة مع إيران والولايات المتحدة وجميع الأطراف على أساس الدفاع عن مصالح البلاد العليا. بدوره، حذر النائب عن التحالف الكردستاني عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، روز خوشناو، من أي تحالف على أساس طائفي نظراً لطبيعة المجتمع العراقي المتنوعة.