أصدر 13 باحثا وباحثة، كتاب «في معنى العروبة – مفاهيم وتحديات» وهو من إصدارات «المركز الثقافي العربي»، وقدم له الدكتور جورج قرم. ويأتي هذا الإصدار بعد جدل كبير شهدته شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع والمنتديات الثقافية، حول الأطروحات العروبية التي أخذت في التمدد مؤخرا، وأخذت حيزا كبيرا من الفضاء الثقافي والفكري، نظرا لما تميزت به من طرح جريء وحضور كثيف في الملفات المتأزمة. وبشهادات متعددة من مراقبين، تسحب البساط من أقدام كثير من التكتلات الثقافية والفكرية على الساحة، كالتنويريين والليبراليين وطيف من السلفيين، الأمر الذي حولهم من مجموعة محصورة في نطاق التنظير التقليدي إلى مجموعة تتصدر المشهد بمشاريع وإصدارات علمية تناقش مواضع حيوية وعصرية. يقول الدكتور جورج قرم بكلمات فيها تفخيم وإعجاب بهذا النتاج الشبابي، إذ عدّ البحوث المنشورة «قاعدة فكرية متجذرة لتحليل المشكلات التي نتخبط فيها، وللمضي قدما لتجاوزها تدريجيا على أساس المنطق والرصانة الفكرية والسياسية والفلسفة، بدلا من الانغماس في كل المهاترات الجدلية التي تشهدها الساحة العربية منذ التأسيس». كما ذكر قرم في مقدمته «هذه الأبحاث القيمة، وضعها شباب سعوديون من أصحاب المنحى القومي العربي، وهم من أصحاب الثقافة الواسعة الجامعة بين الاطلاع على أوضاع العالم والمتجذرة في الوقت نفسه في بيئتهم العربية بكل تمددها الجغرافي، ومشكلاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية والوجودية»، مضيفا «إن هذه المروحة من الأبحاث الرصينة في هذه القضايا التي لا تزال تثير مجادلات واختلافات ونزاعات لا حصر لها، تكون موسوعة دقيقة تسعى إلى هدفين رئيسين: الأول، هو معاينة الأوضاع دون أي نوع من الانحياز الديني والطائفي والمذهبي، والثاني، هو فتح الطريق أمام بناء إطار إدراكي ومعرفي لتجاوز كل الأوضاع المتشنجة والسياسات التي أدت إلى الفشل في علات العرب في ما بينهم وبين أقطارهم، وكذلك مع العالم الخارجي». وفي 320 تناول 13 باحثا وباحثة، مجموعة من القضايا، كانت بدايتها مع ورقة محمد الربيعة، التي عنوانها ب «في هجاء الحدود: التجزئة والوحدة العربية»، وناقش فيها إشكالية الدولة القطرية في العالم العربي. ثم ورقة لثمر المرزوقي عن «السيادة والاستقلال الوطني» وبين من خلالها أهمية تحديد مصير الأمة ورفض كافة أشكال الهيمنة. وورقة لأحمد الجنيدل عن «القومية والعنصرية»، وناقش فيها مفهوم القومية وما يثار حولها من أنها فكرة عرقية معادية لغير العرب. ثم ورقة «القومية والدين والطائفية» قدمها عبدالله الدحيلان، وناقش فيها علاقة الدين بالقومية، ويناقش المسألة الطائفية. وورقة «التعددية الثقافية ومسألة الأقليات» لمحمد الصادق، التي استعرض فيها التعددية الثقافية وناقش وجودها من عدمه في الحالة العربية. وورقة لنورة الدعيجي بعنوان «القومية والنسوية» قامت من خلالها بمناقشة الأطروحات النسوية بمراحلها المختلفة محاولة الوصول إلى أنموذج نسوي عربي خاص. وقدم عبدالله البلعاسي ورقة بعنوان «التجديد والتبادل الثقافي بين الأمم»، مستعرضا فيها نظرية التقدم والتخلف، وورقة «المذهب الإنساني، والإنسانوية، وحقوق الإنسان» لسلطان العامر، التي ناقش فيها الحجج التي يتم مناقشة العروبيين فيها وتكون ذات منطلق إنساني. وورقة «القومية والديمقراطية» لبدر الإبراهيم، وذكر فيها نظرة العروبيين للديمقراطية ومناهضتهم للاستبداد. فيما كانت ورقة علي الصفار عن «التنمية المستقلة عربيا»، وأوضح فيها إمكانية وجود تنمية عربية لها خصائصها التي تتفرد بها عن غيرها. وفي ورقتين عن فلسطين، كتب نايف السلمي «في العودة إلى فلسطين العربية، وكتبت غادة بن عميرة «المزاعم اليهودية في فلسطين». وختمت الكتاب حنان الهاشمي بخلاصة بعنوان «في معنى أن تكون عروبيا».