عاودت الحرب المشتعلة في محافظة حجة بين الحوثيين والإخوان المسلمين وقبائل المحافظة حصد أرواح العشرات من أبناء المناطق المتحاربة للشهر الثالث على التوالي بعد أن كانت وساطة قبلية نجحت في وقف المواجهات الأسبوع قبل الماضي. وذكر مصدر حكومي في محافظة حجة ل»الشرق» أن 281 شخصا قتلوا في المواجهات وأصيب العشرات في مناطق كشر وعاهم والمناطق المجاورة لها. وأضاف المصدر أن نحو 500 أسرة نزحت من مناطق الاقتتال إلى مديرية خيران المحرق المجاورة وتعيش هناك أوضاعا مأساوية بسبب شحة المساعدات المقدمة لها وعدم قدرة السلطات المحلية على مواجهة احتياجات النازحين. وناشدت السلطات المحلية الجمعيات والمؤسسات الإنسانية سرعة إغاثة النازحين وتوفير احتياجاتهم الأساسية في كل من منطقة حرض ومديرية خيران المحرق التي استقبلت غالبية النازحين. وقال مسؤول في المجلس المحلي بمحافظة حجة إن الحكومة إلى الآن لم تقدم ما يجب عليها لمواجهة إفرازات الصراع في المحافظة سواء بإيقاف الحرب عن طريق تدخل عسكري أو إيواء النازحين وأغاثتهم كواجب دستوري وإنساني مفروض عليها. وقالت مصادر قبلية ل»الشرق»: إن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الإخوان المسلمين «السلفيين – حزب الإصلاح» والقبائل المساندة لهم، وأنهم يحرزون تقدما على الأرض في مواجهة الحوثيين الذي وصلتهم أسلحة ومقاتلين من محافظة صعدة المجاورة لمنطقة الصراع.وفي محافظة صنعاء عاودت الحرب الاشتعال بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح العميد أحمد علي عبد الله صالح وقوات القبائل والجيش الموالي للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، حيث سقط ثلاثة قتلى من القبائل وجنديين في أحدث موجة من المواجهات التي كانت توقفت خلال الشهر الماضي بتوجيهات لجنة الشؤون العسكرية. وفي حين يتهم الحرس الجمهوري مسلحي القبائل بخرق الهدنة وإطلاق النار على معسكرات الحرس في «الصمع» و«بني جرموز»، بينما تقول القبائل إن قوات الحرس الجمهوري قامت بقصف منازلهم بمختلف أنواع الأسلحة الدبابات والرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون.