كشف مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، عن حاجة المملكة إلى ما يقارب 400 إلى 500 كبد، وما بين 200 إلى 300 قلب و200 إلى 300 رئة سنوياً، بغرض زراعتها للمرضى المصابين والمحتاجين للزراعة، مبيناً أن المركز لا يستطيع القيام بأي عمل أمام هذه الأعداد سوى الدفع ببرامج الزراعة نحو المتوفين دماغياً والتبرع للمحتاجين، مشيراً إلى احتمالية تعرُّض 2200 مريض سنوياً للإصابة بالفشل الكلوي. وأشار خلال المحاضرة العلمية التي أقامها المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالتعاون مع جمعية «إيثار» لتنشيط التبرع بالأعضاء في المنطقة الشرقية مساء أمس في فندق مريديان الخبر، بحضور نائب رئيس جمعية إيثار الدكتورة حنان الغامدي، ورئيس لجنة الشفاعة الحسنة المهندس محمد الدبل، وعدد من الأطباء والمختصين في مجال الزراعة من المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة الشرقية، إلى أهمية التبرع من أجل الحصول على أعضاء أكثر لإنقاذ حياة المرضى، مبيناً أن توفر الأعضاء يكون من الأحياء والمتوفين دماغياً، فهناك أعضاء لا يمكن الحصول عليها إلا من المتوفين دماغياً مثل القلب والرئتين والبنكرياس والكبد والأمعاء، أما الأحياء فيمكن الحصول منهم على جزء من الكبد والكلى أيضاً. ولفت إلى ضرورة التكافل والتعامل مع حالات الوفاة الدماغية في عمليات الزراعة، موضحاً أن المملكة خطت خطوات مهمة في هذا المجال لكنها غير كافية، إذ تحتاج المملكة إلى مزيد من الدعم والتثقيف والدورات المركزة بأهمية التبرع بالأعضاء. وأشار إلى السعي نحو إنشاء مراكز إقليمية في مختلف مناطق المملكة تراعي العنايات المركزة وتركز جهودها على الأعداد المهولة الذين تحتاج للأعضاء. وبيَّن شاهين أن هناك نسبة كبيرة من العمليات التي نجحت في زراعة الأعضاء داخل المملكة، والتي تصل بعد مرور خمس سنوات إلى 91%، حيث وصلت نسبة زراعة الكبد إلى 83% والقلب إلى 76% مقارنة بالدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال. مشيراً إلى أن المتوفى دماغياً يمكن له أن ينقذ سبعة مرضى محتاجين للتبرع بالأعضاء. وجدَّد الدكتور شاهين مطالبته بإيجاد خانة المتبرع بالأعضاء مضمنة في رخص القيادة وفي السجل الوطني لما لها من أهمية في الوصول لحالات المتبرعين، مشيراً إلى أن هناك لجنة تدرس هذا الموضوع منذ سنوات طويلة، ونتمنى من اللجنة أن تنهي الموضوع ليكون في حيز التنفيذ، إذ أنه اختياري وليس إلزامياً أثناء استخراج رخصة القيادة أو الهوية الوطنية. كما أنه يفيد المركز في حالتين؛ أولاً نشر ثقافة التبرع وتقريبه من الناس، والمساهمة في زيادة أعداد المتبرعين إلى ما يقارب 96%، مشيراً إلى أن هناك جهات تساعد على هذا التوجه مثل المركز الوطني والشؤون الإسلامية، علماً بأن مجلس الشورى يقوم بدراسته حالياً.