كشف الاختصاصي النفسي في إصلاحية الدمام سعيد العبكري، أن هناك أسرا تهمل أبناءها النزلاء في الإصلاحية، ما يزيد من مشكلاتهم النفسية والسلوكية، فيما اتهم المجتمع بممارسة دور غير رحيم تجاه السجناء، عبر إشاعة «صدور عفو عام»، وعدم احتضان النزيل بعد خروجه من السجن لضمان عدم عودته إليه. ورأى العبكري، في ندوة «الدور النفسي والاجتماعي للنزلاء»، التي نظمها الملتقى النفسي الاجتماعي في القطيف، أول أمس، أن الناس خارج السجن تمارس دورا سلبيا تجاه النزلاء، عبر ترديدهم شائعة صدورعفو من دون تأكد، ما يجعل السجناء في حالة أشبه بالهلوسة عن العفو وهل يشملهم ذلك، ويكثرون من السؤال حوله، ويستشهدون بما يتردد خارج السجن. وقال إن السجين لا يلام على ذلك لتعلقه بأمل الخروج، لكن الناس لا ترحم حيال هذا الموضوع ما يؤدي إلى تردي الحالة النفسية للنزلاء. وحمل أسرة السجين جزءاً من مسؤولية تردي نفسية النزلاء، موضحا أن بعض الأسر لا تزور أو تسأل عن ابنها السجين، وينقطعون عنه تماما، فيما أسر أخرى تترك له ملابس ومالا دون أن تلتقيه. وقال: على الرغم من كثرة الخطباء والمشائخ إلا أننا لا نرى أو نسمع منهم شيئا متعلقا بالسجناء والسجن، كما أن رجال الأعمال لا يتحركون في سبيل تخفيف معاناة النزلاء وبخاصة المحكومين في قضايا مالية. وأوضح أن العاملين في الإصلاحية من ضباط وأفراد واختصاصيين يتأثرون نفسيا، لمخالطتهم شريحة «صعبة من الناس». واعتبر «الخلوة الشرعية، والزيارة العائلية»، إضافة إلى الخروج من السجن 24 ساعة لمن قضى سنة من محكوميته عاملا جيدا في تحسين نفسية السجين. وأوضح العبكري أن السجناء عادة ما يصلون إلى الإصلاحية وهم في حالة انهيار نفسي، مرجعا السبب إلى أن ظروف التوقيف السابقة على الإصلاحية لا تهيئ نفسية السجين لما سيواجهه، وبخاصة إذا كانت المرة الأولى التي يسجن فيها. وذكر أن نفسية نزيل الإصلاحية الموقوف تختلف عمن صدر في حقه حكم، مبينا أن الموقوف ترتفع لديه درجة القلق والتوتر، وعادة يكون لمن يدخل السجن أول مرة، ويحاول التكيف مع الوضع الجديد، ويبحث عمن يشبه قضيته، مستقصيا عن الحكم والقاضي وإجراءات القضية حتى يحين موعد محاكمته، بهدف الشعور بالهدوء. وذكر أن المحكوم عليه يكون أقل قلقا لمعرفته حكمه ووقت إطلاق سراحه، مضيفا أن المشكلات التي يسببها الموقوفون تفوق المحكومين داخل الإصلاحية، بسبب التوتر. وبين أن المحكومين بالقصاص يعيشون حالة قلق تزداد في ساعات الصباح الأولى من كل يوم، وذلك لظنهم أن تنفيذ الحكم سيكون في هذا اليوم. ووصف حال المحكومين بالقصاص أن بعضهم يظهر الرضا بما صدر ويعمل على التواصل مع أهله ويكثر من الذكر والعبادة وطلب الرحمة. وآخرون لا يكترثون ويختلقون مشكلات بين السجناء والعاملين في الإصلاحية حتى آخر يوم من حياتهم.