الدمام – فاطمة آل دبيس الصافي: 85% من المثاليين سُجنوا في قضايا مخدرات استطاع 265 سجيناً في إصلاحية الدمام، الحصول على معاملة خاصة داخل السجن تميزوا بها عن بقية السجناء، وذلك لما لمس منهم من صلاح وتوبة ومحافظة على الصلاة، وقد سقط عن معظمهم ربع المدة المحكوم بها عليهم، وخُصصت لهم عنابر ثلاثة، منعزلة عن باقي السجناء، يدير أحد هذه العنابر رئيس المحكمة الجزائية في الدمام الشيخ عبلان الدوسري، حيث يشرف على قضايا النزلاء فيها بشكل شخصي، ويرفع إلى إمارة المنطقة مايراه من صلاحهم، لتسقط عنهم ربع المدة المحكومة. عنبر «تواصي» وذكر مدير المتابعة في سجون الشرقية ونائب رئيس لجنة تواصي محمد الصافي أن 85% من السجناء الموجودين في العنابر الثلاثة المثالية أصحاب قضايا مخدرات، وأشار أن العنبر الأول هو «تواصي»، ويضم 85 سجيناً في مختلف القضايا، عدا قضايا القتل، ويتميز «تواصي» عن كافة العنابر الأخرى بالبرامج المقامة فيه للنزلاء، حيث يقام بعضها في الحديقة، ويستطيع النزيل البقاء تحت الشمس طيلة النهار، إضافة إلى استخدام المطبخ لتسخين الغذاء، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحظى به السجناء في باقي العنابر، كما يحظى النزلاء في التواصي على حل مشكلاتهم الاجتماعية، فيما لو كان هناك مشكلة بين السجين وأسرته أو عمله، ويستمر التواصل مع النزلاء بعد خروجهم من السجن، ويهيأ للسجين عمل مناسب، ويتم دعمه ليؤدي فريضتي الحج والعمرة، إضافة إلى حصوله على البرامج التوعوية والدينية. لا يطبق عليهم العفو وأوضح الصافي أن من العنابر المثالية أيضاً العنبر الثاني هو « المثالي» ويضم 90 سجيناً يغلب على قضاياهم القتل ولا يطبق عليهم العفو بربع المدة كون العقوبة توجب القصاص، ويظهر في جميع النزلاء الموجودين فيه الصلاح أيضاً، ويتمتعون ببعض مزايا عنبر «تواصي»، ولكنهم لا يحصلون على برامجه المتاحة، وفيما يشغل عنبر «التائبين» للمثاليين 90 سجيناً، في مختلف القضايا. تُرفع أسماؤهم للإمارة وأكد الصافي أن النزلاء في العنابر المثالية ترفع أسماؤهم إلى الإمارة ليحصلوا على العفو، ولكن ولي الأمر هو من يقرر من يستحق العفو ويجيزه له، وذكر أن أغلب القضايا التي يصعب فيها العفو هي الاختطاف والسلب. وأفاد أن الحوافز والمميزات التي يحصل عليها نزيل العنابر المثالية، تمنعه من ارتكاب ما قد يعيده إلى العنابر الأخرى، مؤكداً أنه يوجد نزلاء تمت إعادتهم للعنابر الأولى، بعد اكتشاف مخالفاتهم، كاكتشاف وجود دخان بحوزتهم، حيث إن من شروط الالتحاق بالعنبر أن يكون النزيل محافظاً على الصلوات الخمس وممتنعاً عن التدخين. وقال الصافي أن تهريب المخدرات في العنابر المثالية انخفض بنسبة 100%، وذلك لأن هذه العنابر تخضع للتفتيش بالأجهزة والآلات الحديثة بشكل يومي، ومن يكتشف معه مخدرات، يحال إلى اسوأ العنابر في السجن، وترجع له ذات العقوبة التي كانت مقررة عليه. وأوضح الصافي أنه لا يكتفى بمعرفة تهريبه، بل يكتشف من ساعده في وصول المخدرات إليه، فيعاقب. محافظ على المستحبات وبين أحد نزلاء عنبر التواصي عبد الرحمن محمد، الفرق بين عنبر التواصي وعنبر التائبين الذي كان فيه سابقاً، مشيراً أنه يتشمس بشكل يومي، ويُعطى دروساً توعوية، مشيراً أنه محافظ على المستحبات كصيام الإثنين والخميس منذ التحاقه بالتواصي، وأفاد أنه دخل السجن في قضية سرقة، وقد وضع في سجن التائبين أول دخوله، لالتماسهم محافظته على الصلوات الخمس وعدم تدخينه ثم أحيل مؤخراً إلى سجن التواصي، وقال إنه لم تسقط عنه ربع المدة كون قضيته رفعت للاستئناف بعد إصدار القاضي عليه حكماً بالسجن 6 أشهر، واعتراض المدعي العام على الحكم، ومضى على رفعه للاستئناف أكثر من 4 أشهر، ما جعل سجنه يمتد إلى عام و3 أشهر. وبين أنه رغم نظافة العنابر التي بقي فيها إلا أنه لا شيء يعادل حريته، خاصة مع تضاعف المدة التي بقي فيها بالسجن بعد حكم القاضي له بستة أشهر فقط. حفظ القرآن وسقوط المدة فيما ذكر النزيل محمد عبد الله أن حافظ القرآن تسقط عنه نصف المدة المحكومة، وليس ربعها فقط، وهو ما حدا بكثير من النزلاء على عمل المستحبات الدينية. كما تساهم إدارة العنابر في متابعة السجين الذي مضى على سجنه عام، في الحصول على حقه بالخروج 24 ساعة و 48 ساعة إذا قام بأشغال، كما يتاح له حضور زوجته إذا لم يكمل العام، موضحاً أن أغلب السجناء في هذه العنابر من أرباب السوابق. مناخ ملائم وأوضح الاختصاصي النفسي في إصلاحية الدمام سعيد محمد العبكري أن من الواجب في السجن إيجاد مناخ ملائم لإصلاح السلوك الخاطئ لدى النزلاء. وتقوية الجوانب الروحية والأخلاقية فيهم، من هذا المنطلق جاء برنامج تواصي الذي يرأسه الشيخ القاضي عبلان الدوسري ( رئيس المحكمة الجزئية بالدمام )، وهو عبارة عن جناح متكامل من ناحية النظافة والترتيب، يمارس النزلاء فيه الرياضة، ويؤدون الصلوات في أوقاتها، ويعطون الدروس والمحاضرات المتنوعة كي يخرج النزيل بأقصى فائدة ممكنة. ويقبل في «تواصي» النزلاء السعوديون والأجانب ويتابع هذا البرنامج أحوال النزلاء بعد خروجهم من السجن، لتفقد احتياجاتهم الأسرية والمهنية وغيرها. وأضاف» أن محاولة احتضان هذه الفئة من داخل السجن ومن المجتمع، له دور فعال وناجع في صلاحهم واستقامتهم، والدعم لهذه البرامج والأنشطة داخل السجن يجعلها تستمر في النجاح». عنبر التواصي (الشرق)