قال رئيس لجنة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» الناقد الدكتور سعد البازعي، إن اللجنة لم ترشح رواية «غراميات شارع الأعشى» للروائية السعودية بدرية البشر، للقائمة القصيرة نظراً لارتفاع مستوى المعايير، مشيراً إلى أنه طلب منها الحضور إلى الملتقى الثقافي في الرياض لمناقشتها في روايتها. وقال البازعي في حديثه خلال أمسية عقدها الملتقى الثقافي في النادي الأدبي بالرياض أمس الأول، إن سبب خروج أسماء مهمة من القائمة القصيرة يرجع إلى أن الحكم ليس على نفس الروائي، بل على عمله الحالي المقدم للجائزة، معتبرا أن رواية البشر التي استبعدت من القائمة القصيرة تحمل بعداً أيديولوجياً جرى تقنينه للانتصار لحقوق المرأة، كما تهيمن عليها الرؤية المسبقة، وهو ما انعكس على النص الذي «تشعر وأنت تقرأه أن الرواية تقول كلاماً مسبقاً، هو أن المرأة تعاني في هذا المجتمع، وأن هناك تشدداً كبيراً». وبيَّن البازعي أن عملية التوازن بين السرد والطرح الموضوعي صعبة، وقال «إذا طغى أحدهما على الآخر فإن العمل يتحول إلى عمل أيدلوجي أو لعبة فنية». من ناحية أخرى، وصف البازعي الروائي الجزائري واسيني الأعرج، الذي استبعد أيضاً من القائمة القصيرة، بأنه تحول إلى مؤرخ في روايته «رماد الشرق: الذئب الذي نبت في البراري»، معتبراً أنه غلب عليها السرد التاريخي في مجمل صفحاتها التي بلغت 900 صفحة، وأضاف «كأنك تقرأ في كتاب تاريخي، وتنسى أنك في رواية.. هناك روائيون يعتمدون على سرد مغامرات لا تقدم للقارئ أي شيء». وقال البازعي إن القراءة لدى أعضاء «البوكر» مسألة نسبية تتفاوت من عمل لآخر، معتبراً أن هناك أعمالاً لا تستحق قراءتها، ومبيناً أن هناك تحفظاً على مفهوم «المعايير»، إذ من الصعوبة الاتفاق عليها بالعلوم الإنسانية، وقال «الأفضل استخدام خطوط عامة ومؤشرات، حيث إن اللجنة تبحث عن الأعمال المجددة، التي تجترح فضاءات كتابية مختلفة بتقنيات سردية مختلفة»، لافتا إلى أن «الحيادية» مصطلح زئبقي يصعب تحديده. واعترف البازعي أن «البوكر» ومسماها «جائزة الرواية العربية» كغيرها من الجوائز أثارت لغطاً منذ نشأتها وسؤالاً يتكرر كل عام، مشيراً إلى أن تميز جائزة البوكر واختلافها عن غيرها من الجوائز الأخرى يرجع إلى أسباب عدة، من أهمها: توجهها لكافة الروائيين العرب في جميع أنحاء العالم، وبأن الجائزة نشرت ضوابط لم يتم التعود عليها في العالم العربي، وأضاف «اقترحنا أن تكوّن لجنة تصفية أوليه للجائزة منذ البداية، وهناك توافق كبير من الأعضاء على أعمال جديرة بالجائزة»، مشيراً إلى أن لجنة الجائزة بنسختها الإنجليزية أدخلت سائق سيارة أجرة ضمن المحكمين باعتباره قارئا للروايات، مؤكدا أن تلك التجربة لن تصل للنسخة العربية بسبب الهجوم الكبير على الأكاديميين «فكيف بقارئ بسيط».