أكد رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية الدكتور عبدالله العمري ، ل«الشرق»، أن مكة قِبلة المسلمين والعاصمة المقدسة في منأى عن أي آثار زلزالية مترتبة على خلفية قيام الحكومة الإثيوبية ببناء «سد النهضة». ونفى الدكتور العمري في معرض رده صحة ما جاء على لسان هاني الناظر الرئيس السابق للمجلس القومي للبحوث بمصر في تصريحاته لصحيفة «اليوم السابع» المصرية أمس الأول السبت، أن مكةالمكرمة مهددة بالزلازل عند انهيار «سد النهضة»، ويجب تدخل الحكومة السعودية مع مصر لإيقافه، مؤكداً أن «مكة ليست لها علاقة»، ومشدداً على انتفاء علاقة المملكة مع الموضوع. وبين المشرف على مركز الدراسات الزلزالية أنه عند وقوع حالة انهيار لسد النهضة التي تعمل الحكومة الإثيوبية على بنائه فسوف تلحق الآثار والأضرار بالمناطق المجاورة للسد، ولن تشكل أي تهديد على مكة، مؤكداً عدم وجود احتمالات لإلحاق أي مخاطر زلزالية أو بيئية من الممكن وقوعها. وحول وجود فالق أرضي في مكة يتسبب في الزلزال حال تحركه عند الانهيار، قال:« صحيح أنه توجد فوالق أرضية في مكة ولكنها قديمة وغير نشطة إطلاقاً»، واصفاً ذكر هذه المعلومات والربط بينها بالخطأ العلمي الفادح، موضحاً أن انهيار طبقات الأرض نتيجة لإنشاء السد يحدث في الطبقات القريبة من السد، لافتاً إلى أن انهيار السد يؤدي إلى وقوع هزات حول السد فقط ولا يؤثر على باقي المناطق البعيدة. يُشار إلى أن بناء سد النهضة أو سد «الألفية الكبير» يصطدم بمعارضة الحكومة المصرية، بعد الآراء التي أدلى بها عدد من الخبراء المصريين، التي أظهرت قلقاً من تأثير السد على تدفق مياه النيل وحصة مصر التاريخية منها. ويعتبر سد النهضة، الذي تشيده إثيوبيا حالياً فوق النيل الأزرق في ولاية بنشينجول بالقرب من الحدود الإثيوبية – السودانية، هو أكبر سد كهرومائي في إفريقيا، والعاشر عالمياً في قائمة أكبر السدود إنتاجاً للكهرباء، وتقدر تكلفة بنائه قرابة 4.7 مليار دولار، وهو واحد من ثلاثة سدود تُشيَّد لغرض توليد الطاقة الكهربائية في إثيوبيا، يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبرت فيه الهيئة الدولية للسدود السد العالي المصري القائم على بحيرة أسوانجنوب البلاد، أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين.