قال السياسي والمرشح الرئاسي السابق في مصر، عبد المنعم أبو الفتوح، أمس الأحد إنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في غضون أشهر. ويأتي قرار أبو الفتوح، العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين، وسط تكهنات باعتزام وزير الدفاع وقائد الجيش، المشير عبد الفتاح السيسي، خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما أعلن السياسي اليساري، حمدين صباحي، الذي حل ثالثاً في انتخابات 2012 أمس الأول، السبت، أنه قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف أبو الفتوح، خلال مؤتمر صحفي في مقر حزب مصر القوية الذي يترأسه في القاهرة «لا يوجد مع الأسف أي مسار للديمقراطية في مصر الآن». وفاز مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012، لكن قيادة الجيش أعلنت عزله في يوليو الماضي بعد احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه الذي لم يستمر سوى عام واحد. وقال حزب مصر القوية في بيانٍ أُلقِيَ خلال المؤتمر الصحفي «قررت الهيئة العليا للحزب عدم تقدم الحزب بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة». وأيد حزب مصر القوية خارطة الطريق التي أعلنها الجيش بعد عزل مرسي، لكن أبا الفتوح أبدى تحفظات كثيرة فيما بعد على طريقة إدارة البلاد، كما دعا السيسي أكثر من مرة إلى عدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال أبو الفتوح، الذي حل رابعاً في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة السابقة، إن السيسي ليس «مستهدفاً في شخصه، لكن نحن نتكلم عن المؤسسة العسكرية وموقفنا حاسم من قضية جذب المؤسسة العسكرية أو وقوع المؤسسة العسكرية التي دورها أن تحمي الحدود في مستنقع السياسة». وأدار عبد المنعم أبو الفتوح واحدة من أفضل الحملات تنظيماً في الانتخابات الرئاسية عام 2012 وقدم نفسه كمرشح يحظى بقبول لدى كل ألوان الطيف الوطني. وكان أبو الفتوح واحداً من رموز جماعة الإخوان المسلمين في العقود الأربعة الماضية، لكنه فضل الاستقالة من الجماعة في مارس 2011 عندما قرر مخالفة قرارها بعدم تقديم مرشح في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهد منافسة حقيقية في تاريخ مصر. ورغم الاستقالة وترشيح الجماعة لمرسي، اتُهِمَ أبو الفتوح بأن الابتعاد عن بيته القديم مجرد حيلة وأنه لا يزال مرتبطاً بالإخوان. وكان أبو الفتوح عضواً في مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان منذ 1987 حتى 2009.