الراتب في مصر له أسماء عديدة؛ فعند الموظف اسمه “ماهيّة” أو “مرتب”، وعند المحامي اسمه “أتعاب”، وعند العامل اسمه “أجر”، وعند الطبيب اسمه “فيزا”، ومعظم الأطباء طيبون متسامحون في المقابل المادي أو “الفيزا”، بل إنهم يقدمون لمرضاهم الفقراء الأدوية مجاناً، لكن بعض الأطباء -مع الأسف- يستغلون مرضاهم ويغالون في “فيزا” الكشف أو أجر العمليات الجراحية، ويُحكى أن أحد الأطباء في غرفة العمليات فتح بطن المريض لإزالة “حصوة المرارة” وكان المريض تحت تأثير البنج النصفي وفوجئ بالطبيب يقول له (لقد اتفقنا على خمسمائة دولار لإزالة “المرارة” فهل نجعلهم ألفاً ونزيل “البنكرياس” وهي فرصة لأن بطنك مفتوحة قبل أن نغلقها). ويحكي آخر -والعهدة على الراوي- قال: كانت درجة حرارتي أعلى من البورصة فاستدعى أهلي الطبيب الذي فحصني وطلب مائة جنية نظير الكشف.. فسأله ابني (ألا يوجد تخفيض للطلبة؟) حيث إنه طالب، لكن الطبيب رفض أن يخفض الفيزا أو يخفض حرارتي وسأله عن وظيفتي فأخبره ابني أن وظيفتي “أب” فقط فأنا لا أعمل وزوجتي لا تعمل وابني لا يعمل ولا يوجد أحد في الشقة يعمل إلا “خلاّط الفواكه” فأخذ الطبيب “الخلاط” وانصرف بعد أن نجح في رفع درجة حرارتي، وبعد ساعة عاد الطبيب مرة أخرى فظننا أنه جاء للاطمئنان على حالتي، لكننا فوجئنا به يقول (لقد بعت “خلاط الفواكه” بتسعين جنيهاً فقط وبقي لي عندكم نظير الكشف عشرة جنيهات).