سجلت مدينة الملك فهد الطبية نجاحاً متميزاً في عمليات استئصال الغدة الكظرية ذات الأحجام الكبيرة بالمنظار التي عادة ما يتم استئصالها بالجراحة التقليدية، وأوضح استشاري جراحة الأورام والمناظير الدكتور بندر الحارثي أن العمليات الجراحية العشر التي تم إجراؤها في مدينة الملك فهد الطبية تميزت بضخامة حجم الغدد، ونادراً ما يتم إجراء عملية جراحية بالمنظار لاستئصال هذه الأحجام الكبيرة، حيث يفضل كثير من الأطباء عالمياً التدخل الجراحي التقليدي بدلاً عن العلميات الجراحية بالمنظار بسبب كبر حجم الغدة، ولصعوبة التعامل معها باستخدام تقنية المناظير وعادة ما يقتصر استخدامها على المراكز المتخصصة العالمية في مثل هذه الحالات. وأضاف أن المملكة تزخر بكفاءات طبية وطنية عالية المستوى علمياً وعملياً بمسارات طبية متنوعة وتتميز بأنها من مدارس طبية مختلفة، لذا تحرص المجلات العالمية العلمية على نشر أبحاث وتجارب الأطباء السعوديين. وذكر الحارثي أن العمليات الجراحية بالمنظار بكل مساراتها تُعتبر نقلة نوعية في التقنية الصحية منذ أن بدأت في منتصف الثمانينيات الميلادية، حيث إنها أصبحت تشهد توسعاً كبيراً في مجالاتها التطبيقية في جميع التخصصات الجراحية بل وحتى في تقنياتها، فأصبحنا نرى جراحات الفتحة الواحدة للمناظير وجراحات الروبوتك والجراحات التداخلية للأجنة والجراحات التنظيرية عن طريق الفتحات الطبيعية للجسم. وحول تميز جراحات المناظير على الجراحات التقليدية، يقول الحارثي «نسبة نجاح جراحة المناظير عالية جداً، كما أن نسبة المضاعفات أصبحت تقل بشكل واسع مع زيادة الكفاءة والخبرة لدى الجراحين، مقارنة بمثيلاتها من العمليات التقليدية والألم المصاحب لما بعد العملية يكون عادة أقل، وكذلك مدة البقاء في المستشفى، والعودة السريعة إلى مزاولة النشاطات اليومية العادية». وأشار إلى أن مدينة الملك فهد الطبية أقامت خلال السنتين الماضيتين عديدا من الدورات التدريبية المتقدمة في تقنيات جراحة المناظير بالتعاون مع الجمعية الأمريكية لجراحات الجهاز الهضمي والمناظير، استفاد منها عديد من الكوادر الطبية ويسعون لتعميم التجربة لتشمل جميع مراكز التدريب في المملكة. يذكر أن المجلة العالمية لجراحة المناظير نشرت مؤخراً بحثاً علمياً لاستشاري جراحة الأورام والمناظير الدكتور بندر الحارثي حول تجربة مدينة الملك فهد الطبية في أول عشر عمليات بالمنظار تتم للغدة الكظرية. كما أن المجلة معترف بها دولياً وتنشر أبحاثا محكمة على مستوى العالم.