العالَم، في غير مكان، منشغل بأمور تنموية مفيدة، منشغل بالوصول إلى آخر المستجدات في عالم التقنية، منشغل بالرقي بالمجتمع، لكي يصبح مجتمعاً منتجاً، وبعضنا، هنا، منشغل بتصنيفاتٍ ما أنزل الله بها من سلطان، هؤلاء رؤوس القوم وأولئك الأكارع، هذا الأمر، ذكّرني به مقال للضبعان بعنوان (أتمنى أتزوجها «بس» صانعة)، في صحيفة «الشرق». مَنْ يُقال عنهم أنّهم غير «قبليين» ينحدرون من أُسَرٍ تشتغل ببعض المهن، مثل البيع والشراء والحدادة والنجارة والحياكة وغيرها، ولكن، السؤال: هل الأنبياء، عليهم السلام، كانوا سيمتهنون تلك المهن لو كان فيها ما يُعيب؟ فمنهم مَنْ كان خياطاً، ومنهم مَنْ كان نجاراً، ومنهم مَنْ كان حداداً، ومنهم مَنْ اشتغل بالرعي وبالبيع والشراء، ثم أليس ذمّ تلك المهن ذمّاً لمن امتهنها؟ ثم ألا تُعتبر مهناً شريفة بحكم اشتغال الأنبياء بها؟ لو ذهب خالد «القبلي»، من هنا، إلى إحدى البلدان الأخرى، ليتزوج من هناك، من مجتمع لا يعرف تلك التصنيفات، أصلاً، هل كان سيسأل عن مهنة أهل تلك الزوجة؟ أم أنّه سيتزوجها دون سؤال، يعني يحق له أن يفعلها هناك، ولا يحق له ذلك، هنا، والدليل أنه لا يستطيع أن يتزوج «خلود» لأنها «صانعة»، أليست هذه مفارقة عجيبة؟ ألم يقل، عزّ من قائل: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»؟ ألَمْ ينهَ، سبحانه، عن السخرية في قوله: « لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْم»؟ ما رأيكم أنتم؟