كلمة شباب.. كلمة رنانة.. برَّاقة.. أخّاذة.. كيف لا.. وهي تحمل في جوفها الفتوة والأصالة؟!.. إن الشباب هم الدعامة الأساسية للرقي والتقدم وثروة الحاضر التي تستثمر للمستقبل، وإذا كان لوطننا من ثروة، فالشباب يمثلون العمود الفقري للتنمية في وطننا الكبير. الشباب هم صمام الأمان، وقوة للأوطان، ولذلك هم يملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها، وبالسهو عنها يكون الانطلاق بطيئاً، والبناء هشاً، والصناعة بائدة، والتطلع المنشود هو اكتشاف طاقات الشباب، ومن ثم توجيهها إلى من يهتم بها ويفعلها التفعيل المدروس حتى لا تقع بين كماشة المبتدأ وبين كماشة الضغوطات المتكالبة. في ليلة الأربعاء المنصرم وقف شباب وشابات جماعة فرقد الإبداعية في الطائف، كاسرين القيود والحواجز متجريدين من الطيفية والشخصانية معلنين بكل أريحية وبحس المسؤولية وروح الشباب رغبتهم في المشاركة في بناء وطنهم الغالي وإحداث فعل ثقافي إبداعي في محافظتهم من خلال العمل على عقد الأنشطة الثقافية والبرامج والحوارات وعرض التجارب الإبداعية واللقاءات النقدية والفنون التشكيلية وفن البونساي وتقديم الورش والدورات المتنوعة واستقطاب مواهب شبابية جديدة من مبدعي المحافظة وإبراز إبداعاتهم كي ترى النور ملونًا باتساع الأفق يتوقون فيها لأرض خصبة مثل أرضهم الطائف كي تنشأ أقلامهم كنخيل شامخة للنهوض بمخرجات الأدب والإبداع والثقافة إلى أبعد الغايات. استوقفني هذا الحماس المنقطع النظير والرغبة الصادقة من قبل هذه الجماعة القادمة بقوة؛ فالشباب قوة وحيوية ودينامية على حدّ قول الرافعي، ولذلك فمن حقه علينا ألا نحوّل ورده قُطرُبًا، وبلابله غربانًا، ونقيم في وجه تفتُّحه وانطلاقه سدودًا وحواجز، كما يفعل بعض من ألفوا نمطًا من العيش مجمّدًا فأجرموا بحق الشباب، ووقفوا في وجه التطور والإبداع. إن مثل هؤلاء الشباب المبدع في مضاء عزيمته، وروحه العالية، وقوة إرادته، وصفاء بصره وبصيرته يُعدّون مرحلة بناء ونهضة؛ فهم صناع المستقبل ضربوا أروع الأمثال بانطلاقتهم وحماسهم واهتماماتهم المتنوعة ورغبتهم الأكيدة في التغيير والبناء يرفعون ألوية الإبداع بأيديهم، ويمشون في طليعتها، وحريٌّ بنا أن نستثمر هذه الطاقة الشبابية ونُوليها من عنايتنا واهتمامنا الشيء الكثير. وقفلُ كلامي أني على يقين تام بأن ما في عقول شبابنا من اتزان، وما في قلبه من إيمان وشعور بالمسؤولية ورغبة صادقة في العطاء والنماء، وما في دمائه من حرارة واشتعال لكفيلٌ أن يقطع بنا شوطًا بعيدًا نحو عالمٍ أوسع أفقًا باعتبارهم خزانة نأتمنهم على آمالنا ومستقبلنا الثقافي والإبداعي، وهم نبض توقعاتنا ليسيروا بقافلة الإبداع إلى مراعٍ خصبة، وواحات مطمئنة.