لاأريد أن يبدو أنني لا أدعم وأساند المرأة في العمل التجاري ، ولا أن يفهم من مقالي أنني أقلل من قدرتها على أن تكون سيدة أعمال ناجحة ، فالمؤكد أنها قطعت شوطا في عالم التجارة ولكن لا يزال أمامها طريق طويل ، يتطلب منها قوة وصبرا وجرأة ، فالملاحظ أنها أقل إقداما مقارنة بالرجل ...هو يندفع أكثر ويغامر ، بينما تميل هي إلى التحفظ والحذر ، وتقنع بالوصول إلى مستوى معين ، قد لا يكون ذلك حكما مطلقا ، ولكنه حاصل في حالات كثيرة ، فهل هي طبيعة الاختلاف بين المرأة والرجل ؟؟ ربما ... لنأخذ على سبيل المثال العمل في تجارة الأزياء وهو مجال واسع ومربح جدا ، ولدينا الكثير من العاملات فيه ، ومع ذلك - وأنا أتكلم هنا عن الغالبية - لا نجد منهن من توسعت في مشروعها وافتتحت فروعا لمحلها في أماكن ومناطق مختلفة رغم طول سنوات دخولها هذا العالم ، قد تكون هناك عدة أسباب وراء ذلك ولكن من وجهة نظري التي يشاركني فيها الكثير ، أن المرأة وبسبب حذرها تستعجل الربح ، وتتردد في تقديم الخدمات ، لا تتبع سياسة مرنة في البيع لأنها مهمومة بتحقيق أهداف قصيرة المدى ، ومن يتجول بشكل عام في محلات الأزياء التي تملكها نساء يلاحظ : ارتفاع الأسعار فيها بشكل غير مدروس ، مع محدودية المعروض أحيانا وعدم تناسبه مع احتياجات الزبونات وطبيعة البيئة مع وجود بائعات لا يمتلكن المهارة في البيع ، بعضهن يتعاملن باستعلاء ولا مبالاة ، وأخريات يحرجن الزبونة بشدة الإلحاح عليها لتشتري ، ويظهرن الضجر من ترددها وحيرتها ، وعادة ما يبرر غلاء الأسعار بأسباب غير منطقية ، وكثيرا ما تفاجأ زبونة بتفاوت سعر القطعة نفسها من متجر لآخر ، وعندما تجرى تخفيضات تكون في الغالب على نفايات البضائع ، هذا الأسلوب في الإدارة والتسويق لايساعد على الإقبال على الشراء إلا من فئة محدودة تدفع بلا حساب . إن العمل في مجال الأزياء مهنة ممتعة وإن كانت ليست سهلة ،فهي تحتاج إلى قدرات ومهارات ، وتوظيف بائعات في محلات الأزياء لا يمتلكن المعرفة والقدرة على إعطاء الأفكار المناسبة والمبتكرة للزبونات لا يساعد على النجاح . إذا أرادت المرأة التقدم والانخراط أكثر في مجال الأعمال التجارية فعليها أن تكون أكثر شجاعة في خياراتها ، ولديها نفس طويل ومرونة وقدرة على تفهم رغبات العميلات وإلا ستظل" مكانك سر " .