أثمرت تدخلات الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم في عتق رقبة الجاني خالد بن عبد الله المبلش بعد أن أقنع والد وأسرة القتيل بالتنازل عن القاتل لوجه الله تعالى، وذلك عندما زار أسرة القتيل مهند الغفيلي بمحافظة الرس التابعة لمنطقة القصيم. والتقى الأمير بناصر الغفيلي والد القتيل وسعى ليتنازل عن الجاني طلباً للأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى؛ حيث استجاب لشفاعة الأمير، وأعلن تنازله لوجه الله تعالى وطلباً للأجر والمثوبة. وبين نائب أمير منطقة القصيم بأن الإصلاح وفضل العفو أمر من عند الله سبحانه وتعالى ، حيث قال سبحانه " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ "، لافتاً الانتباه إلى أن الإصلاح من الإحسان والله يحب المحسنين ، وقال:إنه من أجمل وأسعد أيامي دائماً عندما أحصل على عفو وتنازل من أصحاب الدم ، وأنا في غاية السعادة أنا وزملائي في لجنة لإصلاح ذات البين على ما توصلنا إليه بفضل من الله ثم بتجاوب واحتساب الأخ ناصر الغفيلي عن تنازله وعفوه لوجه الله جل وعلا . وأضاف: باسم الجميع أشكر الأخ ناصر وأقدر له ولأبناءه وأسرته هذا العفو، وأشكر وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يجزل الخير والمثوبة لكل من أسهم وسعى بالصلح وتقريب وجهات النظر بين الطرفين . كما جدد الشكر والتقدير لوالد القتيل على تنازله ، مبيناً أن تفاعل الكثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام والتواصل فيما بينهم أسهموا واهتموا كثيراً مع هذه القضية وكانت شغلهم الشاغل ، مشيراً إلى أن الكثير من الموسرين وأهل الخير بذلوا وقدموا كل ما يستطيعون لحل هذه القضية ، فلهم مني الشكر والتقدير والدعاء بأن يحفظهم الله ويخلف عليهم. وأكد أن الجهد في الإصلاح جماعي وليس جهده لوحده ، وأن المبادرة والسعي بالإصلاح هي من أعمال لجنة إصلاح ذات البين التي عملت على القضية ونحمد الله أن وفقنا للخير، وأحمد الله وأشكره أن استجاب لشفاعتي والد القتيل وقبوله بالتنازل عن القاتل لوجه الله سبحانه وتعالى، سائلاً الله أن يخلف على والد وأسرة القتيل وأن يبارك الله في أولاده وفي ماله وأن يجعل هذا المبدأ والمنهج هو قدوة للجميع فيما يبتغي ما عند الله جل وعلا ، مبيناً أن العفو هو منهجنا الإسلامي وهو ما يحثنا عليه ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأعرب ناصر الغفيلي والد المجني عليه وأسرته عن شكرهم لله سبحانه وتعالى أن من عليهم ووفقهم لهذا العمل الخيري النبيل داعياً الله أن يقبله منهم، معبراً عن اعتزازه بموقفه الذي سجله بين يدي نائب أمير منطقة القصيم، مؤكداً أن شفاعته ووجاهته بالتنازل عن القصاص حدت من إصراره على تنفيذ الحكم. وقال: إن زيارة نائب أمير القصيم لنا في منزلنا وشفاعته كانت محل تقدير واحترام من جميع أسرتنا فوفقنا الله بحمده بقبولها وكسب رضا الله عز وجل ثم رضا ولاة الأمر حفظهم الله ، متمنياً من الجميع أن يحذوا حذوهم بالعفو. بعد ذلك، زار نائب أمير منطقة القصيم منزل القاتل والتقى بوالدته المريضة والمكلومة وأسرته ، وزف لها البشرى بعفو وتجاوب أولياء الدم بالعفو عن إبنها لوجه الله ، مما كان له الأثر الكبير في إدخال البهجة والسرور والفرج في نفسها بعد توفيق الله تعالى وكرمه ونجاح مساعي الأمير المباركة مع أسرة الغفيلي الأفاضل.