لا أحد يجهل قضية عمر عثمان، السعودي الذي تم ترحيله إلى الصومال. لن أكتب لكم دفاعاً أو اتهاماً، بل سأكتب من باب المنطق والحب وبعيداً عن أبعاد القضية نفسها! لم أعرف عن هذا الرجل سوى سمعة طيبة في مجال التطوع وبعد ترحيله والضجة التي حصلت، وقراءة بعض التغريدات المؤيدة للترحيل سواء بأسلوب لبق أم بذيء «لا يليق بأبناء أرض الحرمين»، قررت أن أبحث عن حسابه لأتعرف على أسلوبه وفكره بنفسي. لم أجد سوى محاولات لنشر مفهوم التطوع والتفكير الإيجابي، ولم أجد ولو تغريدة واحدة تنمُّ عن فكر غير سوي أو انحياز لفئة معينة غير الأيتام! الرجل يحمل رقم سجل مدني ومسجل بالتأمينات الاجتماعية، كيف يُرحَّل؟ لنتخيل عدم امتلاكه رقم سجل مدني شخص كعمر ترحيله خسارة للوطن، أمثال عمر يستحقون التجنيس وإن لم يعيشوا على هذه الأرض، لأننا بحاجة لأصحاب فكر إيجابي، يهتمون بالمجتمع والتطوع لإثرائه. على عكس كثيرين من الذين يقيمون على هذه الأرض الطيبة وهم ليسوا سوى زيادة عدد وربما عالة على هذا الوطن. ختاماً، أتعلمون من يستحق الترحيل؟ كل من يعيش على هذه الأرض المعطاءة ويأكل من خيرها ويذمها في الخفاء، كل من يستغل الإعلام الجديد لبث الفكر العنصري والتصنيف الفكري العقيم، كل من وصل لمكانة تخوله للتغيير الإيجابي ولم يفعل، كل مسؤول درس وتعلم في الخارج وحرمنا من تطبيق ما تعلمه كي لا يخرج عن المألوف والروتين! وكل واحد منَّ الله عليه بالثراء وهو على هذه الأرض الطيبة وبخِل عن تنمية وإعمار الأرض ولو بشيء بسيط.