تُفتتح مساء اليوم الدورة الثانية لجائزة السنوسي الشعرية بمنطقة جازان في نسختها الثانية، بمشاركة أكثر من ثلاثين شاعرا سعوديا وعربيا، وحضور عشرات المثقفين والنقَّاد من داخل المملكة وخارجها. وسيتم في حفل الافتتاح، الذي يرعاه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وينعقد في قاعة فندق الحاة في جازان، تكريم أكثر من عشرين رمزا من رموز الثقافة والفن والأدب، الذين يعدون من الرواد على مستوى المنطقة والوطن. في حفل يرعاه مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وذلك ضمن برامج مهرجان جازان الشتوي السادس. وتتنافس على الجائزة في نسختها الثانية مجموعات شعرية مختلفة بلغت 23 مشاركة شعرية من دول عربية مختلفة، منها: الكويت، اليمن، عمان، سوريا، مصر، تونس، المغرب، والأردن، إضافة إلى مشاركات متعددة من المملكة العربية السعودية. وأوضح المشرف على الجائزة محمد بن إبراهيم يعقوب أن الجائزة ستشهد في دورتها الجارية عدداً من البرامج الثقافية المصاحبة، منها حلقات نقاش نقدية بمشاركة مجموعة من كبار النقاد في المملكة، إلى جانب انعقاد أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من المملكة والوطن العربي. وعن مبادرة جائزة السنوسي بالتكريم، قال الفنان التشكيلي خليل حسن خليل، أحد المكرَّمين، «عندما يكون الحفل بحجم الشاعر الكبير محمد بن علي السنوسي – رحمة الله عليه – لهو الشرف الكبير لكل شاعر فاز بجائزته ولكل من كُرِّمَ في ذكراه.. ويرتقي هذا الشرف عندما يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، ويشرف على أمانة جائزته ابن بار من مبدعي جازان وهو الشاعر الأستاذ محمد إبراهيم يعقوب.. ونزجي له وللجنة جائزة السنوسي كل الشكر وكل التقدير». من جهة ثانية، قال الشاعر العماني عبدالله العريمي «إن جائزة الشاعر محمد علي السنوسي تعد انتصارا وانحيازا للمبدع بشكل كلي، وتدل على أننا نملك من يهتم للجمالي أكثر من المادي، ومن الطبيعي أن تكون جازان هي الرحم الذي يضم هذا العُرْس الثقافي العربي الكبير، فجازان تتأسس على قيم كبرى من الشعر والمعرفة والألفة والإنسانية، ولجازان ولمحمد يعقوب مؤسس الجائزة والمشرف عليها، المنتصر الدائم للشعر والجمال، كل الشكر والامتنان، لما يقوم به من أجل هذا المهرجان الكبير». وعن مشاركته في مهرجان السنوسي، يقول العريمي «إنها مشاركة يحدوها الانتماء لعائلة الشعر الكبرى في هذا الوطن العربي الكبير، وفرصة للتلاقي وسماع أبرز الأصوات الشعرية العربية» وتُعقد فعاليات مهرجان جائزة السنوسي على مدار ثلاثة أيام، تقام فيها خمس أمسيات شعرية، وورشة نقدية متخصصة، تشارك فيها مجموعة من النُقَّاد السعوديين، بالإضافة إلى المشاركين والضيوف، وعن الورشة يقول الناقد محمد العباس «إنها محاولة لمساءلة الوعي والمزاج الشعري من خلال رسم خط بياني لتاريخ القصيدة في السعودية بكل أطيافها عبر قراءة بانورامية لمجمل المنجز مع استعراض الأصوات والاتجاهات وما يتهادى عنها من قضايا تاريخية وثقافية وجمالية. وعلاقة القصيدة بمحيطها العربي ومؤثراتها العالمية. وستكون على شكل حوار مفتوح بين مجموعة من الأسماء النقدية والشعرية كل من وجهة نظره بحيث تتشابك الدوائر سواء على مستوى الأجيال أو التيارات أو التوجهات التي شكلت نصاب الكتابة الشعرية بشكل عام مع وجود فرصة واسعة للتفاعل الجماهيري لتكتمل الحلقة بشكلها الحواري المطلوب». يذكر أن جائزة السنوسي تحمل اسمرمز كبير من رموز الشعر في المملكة، هو الشاعر محمد بن علي بن محمد السنوسي، المولود في مدينة جازان عام 1343ه، ويُعد رائدا من رواد الشعر في منطقة جازان، وأحد الأسماء المؤثرة في خارطة الشعر في المملكة، وهو أحد المؤسسين لنادي جازان الأدبي مع صديقه المؤرخ الكبير محمد بن أحمد العقيلي «رحمهما الله»، وقد فاز بالجائزة في نسختها الأولى الشاعر التونسي المكي الهمامي عن ديوانه (ذهب العزلة). وقد تولّى السنوسي رئاسة نادي جازان الأدبي في الفترة من عام 1400ه إلى وفاته في شهر شوال من العام 1407ه، وظهر أول شعر مجموع للسنوسي في ديوان «شعراء الجنوب» بالاشتراك مع والده الشاعر علي بن محمد السنوسي.