نقل محافظ عنيزة، فهد السليم، مساء أمس، تعازي أمير منطقة القصيم، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ودعواته للفقيدة مريم المطيري بالرحمة والمغفرة، وأن يجعلها من الأمَّة المرحومة، خلال زيارته ذوي أم محمد في منزلها بقرية الغضا في عنيزة، مساء أمس الأول، التي توفيت بسبب سقوط إحدى البوابات عليها في محافظة البدائع. كما أعرب السليم عن تعازيه الشخصية للأسرة، مؤكداً أن أمير المنطقة، ونائبه، وجَّها بأن نقف معها ونساندها، مؤكداً أن ما حدث قضاء وقدر، وأن الجميع مؤمنون بقضاء الله وقدره. وقد أدى المصلون صلاة الجنازة على أم محمد في جامع الملك عبدالعزيز، ودفنت، أمس، في مقبرة البدائع. وقال السليم في تصريح ل «الشرق»: لقد كلفني أمير منطقة القصيم بنقل تعازيه الخاصة لذوي المتوفاة، مضيفاً أن وجود خطأ أدى إلى الحادثة هو أمر وارد، موضحاً أن الرياح والعواصف تسببت في سقوط البوابة، مؤكداً الالتزام بتشكيل لجنة تحقيق من جهات عدة، تنفيذاً للتعليمات والتوجيهات والأنظمة المتبعة، وبتوجيه من أمير منطقة القصيم، ونائبه. وأضاف المحافظ أنه في حالة ثبوت حدوث أي خطأ، أو قصور، فنحن أول من سيطالب بتنفيذ الأنظمة وتطبيقها، كما تعلمنا من قيادتنا الرشيدة، واختتم تصريحه بالقول إنه مؤتمن من قبل القيادة الكريمة، وملتزم أمام الله، وأمام ولاة الأمر، بتنفيذ الأنظمة والتعليمات حتى وإن كان المخطئ أحد أبنائه. ولم يفصح ابنها المتأثر بوفاة والدته ل «الشرق» بغير «كل شيء في أوانه»، بينما تساءل أخوه الأكبر، غير الشقيق، بدر بن فهد العرافة، لماذا فتحت بوابة المهرجان قبل استكمال وسائل السلامة فيه، ولماذا سمح لهم الدفاع المدني بذلك، ولماذا لم يباشر الدفاع المدني الحادثة، حيث إن الزوار من قاموا برفع اللوحة الدعائية عن الضحية. وأضاف «نعلم حرص ولاة الأمر على سلامة المواطنين، وخصوصاً أمير منطقة القصيم، وكلنا أمل بأن تُشكَّل لجنة تحقيق في الحادثة. وحمَّل زوار قرية الغضا التراثية في عنيزة، التي تشهد فعاليات مهرجان الغضا السنوي، بلدية عنيزة، وإدارة الدفاع المدني، مسؤولية وفاة أم محمد، مؤكدين أن البلدية استعجلت في افتتاح القرية، رغم عدم اكتمالها بشكل كامل، وأن العمل فيها تم بشكل عشوائي، وغير مرتب، مؤكدين أن وسائل السلامة لم تكتمل في الموقع، ولم تتخذ تدابير السلامة لافتتاح موقع القرية التراثية، وهذا ما أشار إليه المتحدث الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة القصيم، العقيد إبراهيم أبا الخيل، في تصريح خاص ل «الشرق»، حيث قال إن الدفاع المدني لم يُبلَّغ رسمياً بإقامة المهرجان من الجهات المنفذة له، مضيفاً إن الدفاع المدني قام من منطلق مسؤوليته بالكشف على الموقع، وحدد فريق عمل الدفاع المدني الاشتراطات اللازمة للسلامة، وطلب من الجهة المشرفة تنفيذ المطلوب حتى يتم التصريح له بالافتتاح، وكرر أن الدفاع المدني لم يمنح الموقع التصريح اللازم لعدم اكتمال وسائل السلامة. وتعد حادثة وفاة أم محمد المطيري في مقر قرية الغضا التراثية والسياحية بعنيزة ثالث الحوادث الخطيرة التي تشهدها المواقع السياحية في عنيزة، الأولى هي سقوط طفلة من إحدى الألعاب ما أدى إلى بتر يدها، وهي تعيش حالياً في حالة إعاقة دائمة، وثاني الحوادث وفاة طفلة في مدينة سياحية، ما جعل بلدية عنيزة تبادر إلى إغلاق الموقع دون أن يُكشَف عن نتائج التحقيقات والمتسبب فيما حدث. وقال عدد من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس إن السبب المباشر في تلك الحوادث أن مهرجانات عنيزة توكل بالكامل لمستثمرين من القطاع الخاص، دون وجود متابعات حكومية ورسمية عليهم، والمستثمر يعمل بأرخص التكاليف، ويُقتِّر في النفقات حتى على حساب الجودة وإكمال وسائل السلامة.