الائتلاف الوطني السوري المعارض يقرِّر إرسال وفد إلى مؤتمر جنيف الثاني بعد عملية تصويت سري.. قرارٌ كان متوقعاً بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الأولوية خلال المحادثات، التي تنطلق الأربعاء في مونترو ثم تنتقل إلى جنيف، ستكون لبحث موضوع تشكيل هيئة انتقالية تقود سوريا إلى المستقبل. وعلى الرغم من أن المباحثات داخل كيان الائتلاف المعارض كانت حامية واستغرقت ساعات طويلة في إسطنبول تخللتها خلافات لا تخفى على مراقب، إلا أن نتيجة التصويت السري التي أُعلِنَت تعكس ميل أكثر من نصف المصوِّتين إلى المشاركة في مؤتمر جنيف الثاني، وقد يعود هذا إلى علم قطاعات واسعة من المعارضة بأن المجتمع الدولي يرى ضرورة السير في هذا المسار لعله يفضي إلى حلول تنهي الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. وقد شهدت ساعات ما قبل إصدار قرار الائتلاف بالمشاركة محاولات من قِبَل عدة أطراف لإقناع أعضائه بالتصويت بالموافقة، وأكد ذلك التأييد السريع من قِبَل عدة دول لهذا الخيار، ومنها باريس التي وصفته ب «الخيار الشجاع»، ويُنتظَر أن تتوالى بيانات التأييد للقرار اليوم. ومن الواضح أن الائتلاف رأى وجوب الاستجابة لمحاولات إقناعه بالمشاركة لعلها تكون فرصة أخرى لكشف مراوغات بشار الأسد والدول الداعمة له أمام العالم ولتفويت الفرصة على من يتهمون المعارضة السورية بعدم الجدية، على أن يتوازى مع خيار المشاركة تمسكٌ بأجندة الثورة وبشروط محددة في مقدمتها أنه لا مكان للنظام الحالي في مستقبل سوريا وأنه ينبغي تسليم السلطة إلى هيئة جديدة تتولى إدارة البلاد لمرحلة انتقالية. لكن من المستبعد أن يوافق معسكر الأسد وحلفاؤه على هذه الرؤية، وقد ينتهي المؤتمر بالفشل، وهو احتمال وارد بقوة، حينها سيدرك المجتمع الدولي أنه لا جدوى من الجلوس مجدداً مع ممثلين عن هذا النظام. بصفة عامة، لا يبدو قادة المعارضة السورية متفائلين بالمحادثات المرتقبة رغم قرارهم بأن يكونوا جزءاً منها.