انسحبت عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلهم في محافظة إدلب (شمال غرب)، إثر معارك مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة. وفي حلب (شمال)، أحكمت الدولة الإسلامية سيطرتها على مدينة جرابلس القريبة من الحدود التركية، بينما تقدم مقاتلو المعارضة على حساب التنظيم في ريف حلب الغربي، بحسب المرصد. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام انسحبوا فجر أمس الجمعة من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين»، على بعد نحو 15 كلم إلى الغرب من سراقب. وأضاف أن عناصر هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة «انسحبوا بعدما أصبح وضعهم صعباً في المدينة، وحوصروا من قِبَل الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب». وأوضح عبدالرحمن أن المدينة «كانت من أبرز معاقل الدولة الإسلامية في إدلب، ووُجِدَ فيها أكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك»، مشيراً إلى أن العشرات من هؤلاء «قُتِلُوا أو جُرِحُوا خلال الأيام الماضية». ومن أبرز هؤلاء «أمير» الدولة في المدينة «أبوالبراء البلجيكي» الذي قُتِلَ الأربعاء الماضي في إطلاق نار من مقاتلين معارضين، بحسب المرصد. وكان «أبوالبراء» توعد مقاتلي المعارضة باستهدافهم بسيارات مفخخة في حال واصلوا القتال ضد عناصر تنظيمه. ولجأت «الدولة الإسلامية» في ردها على المجموعات التي تقاتلها وأبرزها «الجبهة الإسلامية» و»جبهة ثوار سوريا» و»جيش المجاهدين»، إلى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت في مقتل العشرات. وأفاد «مركز حلب الإعلامي» أمس بوقوع انفجارين انتحاريين في كبرى مدن شمال سوريا، وأوضح أن أحد التفجيرين «نفذه انتحاري في تجمع لجيش المجاهدين في حي الأنصاري (وسط)»، مشيراً إلى أن الانتحاري «هتف (النصر للدولة الإسلامية) قبل أن يقوم بتفجير نفسه». أما التفجير الثاني فوقع في حي الزبدية القريب، وعلى بعد «نحو 200 متر من حاجز» لمقاتلي المعارضة، بحسب المركز الإعلامي. وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في الثالث من يناير، ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الإسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الإعلاميين. وأدت هذه المعارك إلى مقتل أكثر من ألف شخص، بحسب المرصد. وأمس تمكنت الدولة الإسلامية من «فرض سيطرتها الكاملة على جرابلس الواقعة في أقصى الريف الشمالي لحلب قرب الحدود التركية، وذلك إثر اشتباكات عنيفة مع المقاتلين»، بحسب المرصد. وأوضح عبدالرحمن أن مقاتلي المعارضة «تقدموا بشكل كبير في المدينة منذ مساء أمس الأول وحتى فجر أمس، إلا أن الدولة الإسلامية استقدمت تعزيزات من ريف حلب والرقة، وتمكنت من إحكام سيطرتها على المدينة». وبدأت المعارك في المدينة مساء الإثنين الماضي إثر انتهاء مهلة حددها مقاتلو المعارضة لعناصر الدولة الإسلامية للانسحاب من دون قتال. وأوضح عبدالرحمن أن مقاتلي المعارضة الذين كانوا يشاركون في المعارك «إما قُتِلُوا أو أُسِرُوا أو انسحبوا». كما سيطر المعارضون «على أجزاء واسعة من الفوج 46 الذي كان أهم معاقل الدولة الإسلامية في ريف حلب الغربي»، بحسب المرصد. وتواصلت أعمال العنف في مناطق عدة من سوريا، ففي ريف دمشق «استُشهِدَ 11 شخصاً بينهم مقاتلان» في قصف من القوات النظامية على بلدة مديرا شمال شرق العاصمة، بحسب المرصد. وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص، بحسب المرصد.